الاثنين، 26 مايو 2025

معلومات عن دمية لابوبو Labubu

 



دمية لابوبو (Labubu) هي دمية صغيرة ذات تصميم فريد، أصبحت ظاهرة ثقافية وتجارية عالمية خلال السنوات الأخيرة، خاصة في عام 2024. إليك إجابات مفصلة على استفساراتك استنادًا إلى المعلومات المتاحة:

هل لابوبو مستوحاة من أساطير شعبية؟

نعم، دمية لابوبو مستوحاة من الأساطير الإسكندنافية، وهي جزء من سلسلة قصصية بعنوان "The Monsters" صممها الفنان كاسينغ لونغ من هونغ كونغ عام 2015. التصميم يعكس مزيجًا من البراءة والغرابة، مستوحى من مخلوقات خيالية في الفولكلور الإسكندنافي. تتميز الدمية بملامح غريبة مثل عيون لامعة واسعة، أذنين مدببتين تشبه أذني الأرنب، وابتسامة تحمل تسعة أسنان حادة، مما يمنحها طابعًا يجمع بين اللطافة والغموض، وهو ما يتماشى مع الشخصيات الأسطورية التي تجمع بين الطيبة والشيطنة.

 هل هناك كارتون ساهم في انتشارها؟

لا يوجد دليل مباشر على وجود مسلسل كرتوني مخصص ساهم في انتشار دمية لابوبو. بدلاً من ذلك، بدأت لابوبو كشخصية في كتب مصورة ضمن سلسلة "The Monsters" التي أصدرها كاسينغ لونغ عام 2015. ومع ذلك، فإن الانتشار الحقيقي للدمية جاء من خلال وسائل التواصل الاجتماعي (مثل تيك توك وإنستغرام) ودعم المشاهير. على سبيل المثال، ظهور الدمية مع نجمة فرقة بلاك بينك ليزا في عام 2024، حيث وصفتها بـ"طفلتي" في مقابلة مع Teen Vogue، أشعل موجة عالمية من الإقبال عليها. مقاطع فيديو "أنبوكسينغ" (فتح الصناديق العمياء) على تيك توك تجاوزت 1.2 مليون مشاركة، وهاشتاغ #Labubu أصبح تريندًا دائمًا على إنستغرام.

 


 

لماذا هذا الجنون بها؟

هناك عدة أسباب وراء الجنون العالمي بدمية لابوبو، وهي مزيج من عوامل تسويقية، ثقافية، واجتماعية:

  • تصميم فريد وجذاب: تجمع الدمية بين البراءة (ملامح طفولية) والغرابة (أسنان حادة وعيون لامعة)، مما يجعلها مميزة بصريًا وجذابة لفئات عمرية متنوعة، خاصة جيل Z وهواة المقتنيات.
  • صناديق المفاجأة (Blind Boxes): تُباع لابوبو في "صناديق عمياء"، حيث لا يعرف المشتري تصميم الدمية إلا بعد فتح العلبة. هذه الإستراتيجية التسويقية، التي طورتها شركة بوب مارت الصينية منذ عام 2019، تضيف عنصر التشويق والإدمان، مشابهة لظاهرة Beanie Babies في التسعينيات.
  • دعم المشاهير: لعبت نجمات مثل ليزا (من بلاك بينك)، ريهانا، ودوا ليبا دورًا كبيرًا في تحويل لابوبو إلى رمز للموضة. ظهورها كإكسسوار على حقائب فاخرة (مثل حقائب شانيل) جعلها رمزًا للأناقة العصرية، مما دفع عشاق الموضة لاقتنائها. حتى في العالم العربي، وثّق فنانون مثل أحمد سعد فرحتهم بالدمية، مما عزز انتشارها.
  • ندرة الإصدارات: إستراتيجية بوب مارت تعتمد على إصدارات محدودة، مما يرفع الطلب ويجعل الدمية قطعة استثمارية. بعض النسخ تُباع في أسواق إعادة البيع مثل eBay وStockX بأسعار تصل إلى آلاف الدولارات. على سبيل المثال، سجلت مبيعات لابوبو في النصف الأول من 2024 حوالي 87 مليون دولار، مع إيرادات بوب مارت في الولايات المتحدة ترتفع بنسبة 900% إلى 703 ملايين دولار.
  • ظاهرة ثقافية واجتماعية: تفسر الباحثة الأكاديمية جوزدي جونكو بيرك هوس لابوبو بأنه يعكس تحولات اجتماعية وتكنولوجية، حيث توفر الدمية "مهربًا عاطفيًا" إلى عالم طفولي بسيط وسط تعقيدات الحياة الحديثة. تمثل لابوبو "وهم البساطة" في عالم مليء بعدم اليقين والاستهلاك المفرط، مما يجعلها جذابة للبالغين أكثر من الأطفال.
  • انتشار عبر وسائل التواصل الاجتماعي: منصات مثل تيك توك وإنستغرام لعبت دورًا حاسمًا في تحويل لابوبو إلى تريند عالمي. مقاطع فيديو فتح الصناديق العمياء وصور الدمية مع المشاهير جذبت ملايين المشاهدات، مما جعلها رمزًا ثقافيًا يتجاوز الحدود.

مخاوف وجدل

رغم شعبيتها، أثارت لابوبو مخاوف نفسية لدى خبراء بسبب تصميمها الذي يمزج بين اللطافة والرعب، مما قد يؤثر على الأطفال في مرحلة التكوين العقلي، وقد يسبب اضطرابات عاطفية بسبب الدمج بين المظهر البريء والعناصر المخيفة. كما حذر البعض من سلوك قهري مرتبط بتجميع الدمى وفتح الصناديق العمياء، مما قد يؤثر على الصحة النفسية.

خلاصة

دمية لابوبو ليست مجرد لعبة، بل ظاهرة ثقافية تجمع بين الفن، الموضة، والحنين إلى الطفولة. استوحاها الفنان كاسينغ لونغ من الأساطير الإسكندنافية، وانتشرت بفضل وسائل التواصل الاجتماعي ودعم المشاهير، مع إستراتيجية تسويق ذكية تعتمد على الندرة والتشويق. جنونها العالمي يعكس رغبة الناس في الهروب إلى البساطة والتميز في عالم معقد.

 

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق