3. استجابة العقل للصدمة: مناقشة العواقب النفسية للصدمة، مثل اضطراب التنظيم العاطفي، والتشوهات المعرفية، وتطور حالات الصحة العقلية.
اضطراب التنظيم العاطفي:
يمكن أن تعطل الصدمة القدرة على تنظيم المشاعر، مما يؤدي إلى تقلبات مزاجية حادة، وصعوبة في إدارة الغضب، وقلق مفرط، وشعور مستمر بالحزن أو اليأس. يؤثر التعرض للصدمة على مناطق الدماغ المشاركة في معالجة المشاعر، مثل اللوزة (فرط النشاط يؤدي إلى استجابات خوف متزايدة) وقشرة الفص الجبهي (ضعف الوظائف التنفيذية يؤثر على التحكم العاطفي). تعتبر صعوبات تنظيم المشاعر سمة أساسية للاضطرابات المرتبطة بالصدمة ويمكن أن تعيق بشكل كبير قدرة الفرد على تكوين علاقات صحية والحفاظ عليها، والنجاح في حياته المهنية، وتحقيق الرفاهية العامة. تعتبر التدخلات العلاجية التي تركز على تطوير الثقافة العاطفية، وتحمل الضيق، ومهارات التهدئة الذاتية ضرورية للتعافي. إذا وصفت إحدى الدراسات زيادة تنشيط اللوزة استجابةً للإشارات المرتبطة بالصدمة لدى الأفراد المصابين باضطراب ما بعد الصدمة، فإن هذا الاكتشاف العصبي البيولوجي يساعد في تفسير استجابتهم المفرطة للمفاجأة وميلهم للقلق. وعلى العكس من ذلك، قد تشير دراسة أخرى إلى انخفاض نشاط قشرة الفص الجبهي أثناء التحديات العاطفية، مما يشير إلى انخفاض القدرة على التنظيم العاطفي من أعلى إلى أسفل.التشوهات المعرفية:
يمكن أن تؤدي الصدمة إلى تطور معتقدات سلبية وغير دقيقة غالبًا عن الذات (مثل "أنا عديم القيمة"، "كان خطأي")، والآخرين (مثل "لا يمكن الوثوق بالناس"، "العالم مكان خطير")، والعالم بشكل عام. يؤثر التعرض للصدمة على معالجة الذاكرة، مما يؤدي إلى ذكريات مجزأة ومتطفلة ومشحونة عاطفياً يمكن أن تثار بسهولة بواسطة محفزات تبدو غير مؤذية. يمكن لهذه الأنماط المعرفية السلبية أن تديم مشاعر العار والذنب والخوف والعزلة، مما يساهم في استمرار أعراض ما بعد الصدمة ويعيق عملية الشفاء. تهدف تقنيات إعادة الهيكلة المعرفية في العلاج إلى تحدي وتعديل أنماط التفكير غير القادرة على التكيف هذه، وتعزيز وجهات نظر أكثر توازناً وواقعية. إذا سلطت إحدى الدراسات الضوء على انتشار لوم الذات بين الناجين من الاعتداء الجنسي، فإن هذا يوضح تشوهًا معرفيًا شائعًا يجب معالجته في العلاج. يمكن لهذا اللوم الداخلي أن يؤدي إلى مشاعر الدونية ويعيق قدرتهم على طلب الدعم والشفاء.
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق