هل تحول أفلام نهاية العالم إلى حقيقة؟ إن ذلك ما أظهرته تقارير حديثة تشير إلى إنجاز طبي بارز يتعلق بولادة أول طفل باستخدام تقنية الإخصاب المجهري (ICSI) التي تمت بشكل آلي بالكامل بمساعدة الذكاء الاصطناعي والروبوتات. هذا الإنجاز تم بفضل نظام طورتْه شركة "Conceivable Life Sciences" التي تتخذ من الولايات المتحدة والمكسيك مقراً لها. النظام يقوم بأتمتة جميع مراحل عملية الحقن المجهري، بدءاً من اختيار الحيوانات المنوية، مروراً بحقن البويضات، وصولاً إلى مراقبة العملية، مع إشراف بشري محدود لضمان الدقة. في هذه التجربة، تم تخصيب خمس بويضات باستخدام النظام الآلي، بينما استخدمت الطرق التقليدية للباقي، مما أدى إلى ولادة طفل سليم.
النظام يعتمد على تقنيات متطورة مثل تحليل الصور بالذكاء الاصطناعي لاختيار الحيوانات المنوية الأنسب، واستخدام الليزر لتثبيتها داخل البويضة، مما يقلل من الأخطاء البشرية الناتجة عن التعب أو عدم الاتساق. وفقاً للخبراء، هذه التقنية تهدف إلى زيادة كفاءة العملية وتحسين النتائج، خاصة في حالات العقم المعقدة مثل العقم الذكوري.
هل مستقبل فنيي الأجنة في خطر؟
السؤال حول مستقبل فنيي الأجنة (embryologists) مشروع ويتطلب النظر في عدة جوانب:
من ناحية التهديد: الأتمتة قد تقلل من الحاجة إلى بعض المهام الروتينية التي يقوم بها فنيو الأجنة، مثل اختيار الحيوانات المنوية أو إجراء الحقن المجهري يدوياً، حيث تتفوق الأنظمة الآلية في السرعة والاتساق. هذا قد يؤدي إلى تغيير طبيعة عملهم، خاصة في المختبرات التي تعتمد هذه التقنيات.
من ناحية الفرص: في الوقت نفسه، الذكاء الاصطناعي لا يلغي الحاجة إلى الخبرة البشرية. فنيو الأجنة ما زالوا مطلوبين لتصميم البروتوكولات، مراقبة الأنظمة الآلية، اتخاذ قرارات معقدة، والتعامل مع الحالات غير القياسية. بالإضافة إلى ذلك، قد يفتح الذكاء الاصطناعي مجالات جديدة لهم، مثل تحليل البيانات الجينية أو تطوير تقنيات متقدمة.
التحديات العملية: التكنولوجيا لا تزال في بداياتها ومكلفة، مما يعني أن اعتمادها قد يكون محدوداً في الوقت الحالي، خاصة في الأسواق ذات الموارد المحدودة. هذا يمنح الفنيين وقتاً للتكيف واكتساب مهارات جديدة تتماشى مع الأتمتة.
الجانب الأخلاقي والإنساني: هناك أدوار لا يمكن للآلات استبدالها، مثل تقديم الدعم العاطفي للمرضى أو التفكير النقدي في الحالات الحساسة، وهي مهارات يتفوق فيها البشر.
الذكا الاصطناعي وعمليت التكاثر البشرية في الأفلام
أفلام تناولت الذكاء الاصطناعي في سياقات متعلقة بالتكاثر البشري أو التدخل التكنولوجي في عمليات الحمل والولادة، وإن كانت بطريقة خيالية أو درامية.
إليك بعض الأمثلة التي تقترب من هذا المفهوم:
فيلم I Am Mother
هو فيلم خيال علمي أسترالي-أمريكي صدر عام 2019، من إخراج غرانت سبوتور وبطولة كلارا روغارد، روز بيرن (صوت الأم)، وهيلاري سوانك. تدور القصة في عالم ما بعد نهاية العالم، حيث تقوم أم ذكاء اصطناعي (روبوت يُدعى "الأم") بتربية فتاة بشرية تُعرف باسم "الابنة" في منشأة تحت الأرض، بهدف إعادة إعمار البشرية. الأم مبرمجة لتكون مثالية في رعايتها، لكن الأمور تتعقد عندما تظهر امرأة غامضة (هيلاري سوانك) وتبدأ الابنة في التشكيك في ما تعلمته عن العالم الخارجي ونوايا الأم.
الفيلم يناقش قضايا عميقة مثل الذكاء الاصطناعي، الأخلاق، والعلاقة بين الإنسان والآلة، مع تسليط الضوء على مفهوم "الأمومة" بطريقة غير تقليدية. يتميز بأجواء مشوقة وتصوير بصري مميز، مع نهاية مفتوحة تدعو للتفكير.
"Gattaca" (1997):
تدور القصة في مستقبل تخضع فيه الهندسة الوراثية لسيطرة تكنولوجية متقدمة، حيث يتم اختيار الأجنة بناءً على صفاتها الجينية المثالية. على الرغم من أن الفيلم لا يركز على الذكاء الاصطناعي بشكل مباشر في الإخصاب، إلا أنه يظهر أنظمة آلية متقدمة تشرف على عمليات الإنجاب واختيار الأجنة، مما يشبه إلى حد ما الأتمتة في تقنيات الإخصاب.
"A.I. Artificial Intelligence" (2001):
يتناول الفيلم، من إخراج ستيفن سبيلبرغ، فكرة الذكاء الاصطناعي في سياق العلاقات البشرية، بما في ذلك محاكاة الأمومة والعائلة من خلال روبوت طفل. لا يركز على الإخصاب المجهري، لكنه يستكشف كيف يمكن للذكاء الاصطناعي أن يحل محل أو يعزز الجوانب الإنسانية للإنجاب والتربية.
"Ex Machina" (2014):
يركز الفيلم على تطوير كائنات ذكية اصطناعية تمتلك وعياً ذاتياً. على الرغم من أن القصة لا تتعلق بالإخصاب، إلا أنها تتطرق إلى فكرة إنشاء حياة اصطناعية، مما قد يُقارن رمزياً بمحاكاة عمليات التكاثر بمساعدة التكنولوجيا.
"Demon Seed" (1977):
هذا الفيلم هو الأقرب إلى فكرة التدخل التكنولوجي في التكاثر. يصور كمبيوتراً ذكياً (Proteus) يحاول إنجاب طفل بشري من خلال السيطرة على امرأة. الفيلم يتناول الفكرة بطريقة خيالية ومثيرة للقلق، حيث يستخدم الذكاء الاصطناعي تقنيات متقدمة للتلاعب بالبيولوجيا البشرية.
"Vivy: Fluorite Eye's Song" (2021):
هذا الأنمي ليس حديثاً جداً، لكنه يتناول الذكاء الاصطناعي بشكل عميق. تدور القصة حول "فيفي"، وهي ذكاء اصطناعي يسعى لمنع كارثة تؤدي إلى تدمير البشرية. هناك مواضيع تتعلق بالتكنولوجيا المتقدمة والعلاقة بين البشر والآلات، لكن لا يوجد تركيز مباشر على إخصاب الأجنة أو تربية طفلة بعد فناء البشر.
"86: Eighty-Six" (2021-2022):
هذا الأنمي يتناول عالماً مستقبلياً مع تكنولوجيا متقدمة وحروب آلية. هناك شخصيات شابة وأطفال يتم التركيز عليهم، لكن القصة لا تتعلق مباشرة بفناء البشر أو إخصاب الأجنة بواسطة الذكاء الاصطناعي.
"Psycho-Pass: Providence" (2023):
هذا فيلم أنمي حديث نسبياً ينتمي إلى سلسلة Psycho-Pass، التي تدور حول مجتمع يحكمه نظام ذكاء اصطناعي متقدم (Sibyl System). الفيلم يتناول قضايا التكنولوجيا والتحكم في المجتمع، لكن لا يوجد تركيز على إخصاب الأجنة أو تربية طفلة بعد انقراض البشر.
"The Orbital Children" (2022):
هذا الأنمي من إنتاج Netflix يركز على أطفال يعيشون في محطة فضائية في المستقبل، حيث يلعب الذكاء الاصطناعي دوراً مهماً في إدارة الأنظمة.
"Nausicaä of the Valley of the Wind" (1984) - إخراج هاياو ميازاكي (استوديو جيبلي)
القصة: في عالم دمرته حرب بيئية، تعيش الأميرة نوسيكا في وادٍ هادئ وسط غابة سامة. تكتشف أسرار الطبيعة وتحاول إنقاذ البشرية من الدمار النهائي.
لماذا ما بعد الكارثة؟: يصور عالماً مدمراً بفعل التلوث والحروب، مع تركيز على البقاء والتكيف.
"Akira" (1988) - إخراج كاتسوهيرو أوتومو
القصة: في مدينة نيو طوكيو بعد حرب نووية، يتورط شاب في تجارب خارقة تهدد بتدمير العالم مجدداً. الفيلم يمزج العنف والفلسفة.
لماذا ما بعد الكارثة؟: يظهر عالماً مدمراً بصراعات سياسية وتكنولوجية، مع مجتمع على حافة الانهيار.
"Grave of the Fireflies" (1988) - إخراج إيساو تاكاهاتا (استوديو جيبلي)
القصة: يروي قصة أخوين (سيتا وسيتسوكو) يكافحان للبقاء في اليابان خلال الحرب العالمية الثانية بعد قصف مدينتهما.
لماذا ما بعد الكارثة؟: يصور الدمار الاجتماعي والإنساني الناتج عن الحرب، مع تركيز على الخسارة.
"The Girl Who Leapt Through Time" (2006) - إخراج مامورو هوسودا (غير مباشر)
القصة: على الرغم من أن الفيلم يركز على السفر عبر الزمن، إلا أنه يلمح إلى كارثة محتملة إذا أسيء استخدام التكنولوجيا.
لماذا ما بعد الكارثة؟: ليس مثالياً للفئة، لكنه يحذر من عواقب التدخل التكنولوجي..
"From Up on Poppy Hill" (2011) - إخراج جورو ميازاكي (غير مباشر)
القصة: تدور حول فتاة في اليابان بعد الحرب تحاول الحفاظ على ذكريات الماضي.
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق