الاحتجاجات في لوس أنجلوس، التي بدأت منذ يوم 7 يونيو 2025، اندلعت ردًا على مداهمات واسعة النطاق نفذتها دائرة الهجرة والجمارك الأمريكية (ICE) لاعتقال مهاجرين غير نظاميين، ضمن حملة الرئيس دونالد ترامب ضد الهجرة غير الشرعية. فيما يلي ملخص للأحداث بناءً على المعلومات المتوفرة حتى 9 يونيو 2025:
تفاصيل الأحداث:
بداية الاحتجاجات (7 يونيو 2025):
بدأت الاحتجاجات في عدة مناطق بمدينة لوس أنجلوس، خاصة في وسط المدينة ومنطقة باراماونت ذات الأغلبية اللاتينية، رداً على مداهمات نفذتها سلطات الهجرة الفيدرالية، حيث تم اعتقال ما لا يقل عن 44 شخصًا، بحسب وكالة أسوشيتد برس.
استهدفت المداهمات مواقع مثل متجر "هوم ديبوت" في ويتليك، ومنطقة الأزياء، ومستودع ملابس في جنوب لوس أنجلوس.
تجمع المتظاهرون أمام مبنى فدرالي يضم دائرة الهجرة والجمارك ومركز احتجاز، مطالبين بإطلاق سراح 118 شخصًا تم اعتقالهم خلال هذه العمليات.
استخدمت الشرطة الغاز المسيل للدموع وقنابل الصوت لتفريق الحشود، وأعلنت أن التجمعات "غير قانونية"، مهددة بالاعتقال لمن يرفضون المغادرة.
تصاعد الاحتجاجات (8 يونيو 2025):
استمرت الاحتجاجات لليوم الثاني، مع مواجهات عنيفة في مناطق مثل باراماونت وكومبتون. أفادت تقارير بأن متظاهرين ألقوا زجاجات زجاجية وقنابل مولوتوف، بينما استخدمت الشرطة ذخائر أقل فتكًا، مثل الرصاص المطاطي ورذاذ الفلفل.
أحرق متظاهرون سيارة في كومبتون، ولوح بعضهم بالعلم المكسيكي، مما وصفته عمدة لوس أنجلوس كارين باس بأنه "تكتيك إرهابي".
أصيب ثلاثة نواب شرطة بجروح طفيفة، وتم اعتقال شخصين بتهمة الاعتداء على ضابط.
أغلق المتظاهرون طرقًا سريعة رئيسية، وأضرموا النار في مركبات ذاتية القيادة، مما زاد من الفوضى.
نشر الحرس الوطني (8-9 يونيو 2025):
أمر الرئيس ترامب بنشر 2000 عنصر من الحرس الوطني في لوس أنجلوس للسيطرة على الاحتجاجات، وهي المرة الأولى التي يستخدم فيها رئيس أمريكي هذه السلطة منذ أعمال الشغب عام 1992.
تم نشر حوالي 300 عنصر من الحرس الوطني في ثلاثة مواقع رئيسية، بما في ذلك مركز احتجاز متروبوليتان.
استخدمت قوات الأمن كرات الفلفل والغاز المسيل للدموع لتفريق الحشود، مما أدى إلى إصابة مراسلة أمريكية برصاصة مطاطية أثناء تغطيتها للأحداث.
وصف ترامب المتظاهرين بأنهم "عصابات عنيفة ومتمردة"، وأمر وزيرة الأمن الداخلي ووزير الدفاع بالتنسيق لقمع الاحتجاجات.
9 يونيو 2025:
تصاعدت الاحتجاجات مع خروج آلاف المتظاهرين إلى الشوارع، خاصة في وسط المدينة، مطالبين بوقف عمليات الترحيل وإخراج دائرة الهجرة من لوس أنجلوس.
أفادت تقارير بإغلاق طرق رئيسية وحرق مركبات، مع استمرار المواجهات بين المتظاهرين وقوات الأمن.
استخدمت الشرطة أساليب قوية، بما في ذلك ضرب المتظاهرين بالهراوات وإطلاق قنابل صوتية، بينما هتف المتظاهرون بشعارات مثل "أطلقوا سراحهم جميعًا" و"حقوق كاملة للمهاجرين".
ردود الفعل السياسية:
حاكم كاليفورنيا غافين نيوسوم: وصف نشر الحرس الوطني بأنه "استفزازي واستعراضي"، معتبرًا أنه سيؤجج التوترات بدلاً من تهدئتها. طالب وزارة الدفاع بسحب القوات وإعادة السيطرة إلى الولاية.
عمدة لوس أنجلوس كارين باس: أعربت عن غضبها من المداهمات، ووصفتها بأنها "فوضى عارمة" و"تزرع الرعب"، مشيرة إلى أنها لم تُبلغ مسبقًا بالعمليات.
ترامب وإدارته: دافع ترامب عن نشر الحرس الوطني، متهمًا قادة كاليفورنيا الديمقراطيين بالعجز عن السيطرة على "أعمال الشغب". وصف المستشار ستيفن ميلر الاحتجاجات بأنها "تمرد ضد سيادة الولايات المتحدة".
وزارة الأمن الداخلي: نفت وجود مداهمات في متجر "هوم ديبوت"، مشيرة إلى أن بعض التقارير حول المداهمات كانت مضللة.
معلومات مضللة:
انتشر فيديو على وسائل التواصل الاجتماعي يُزعم أنه يُظهر تفريق الاحتجاجات في لوس أنجلوس باستخدام مدفع مياه وردي. تحقق موقع CNN بالعربية وأكد أن الفيديو من احتجاجات في نيروبي، كينيا، عام 2024، وليس من لوس أنجلوس.
أشارت تقارير إلى أن بعض الاحتجاجات في باراماونت اندلعت بسبب شائعات حول مداهمات في متجر "هوم ديبوت"، مما زاد من التوترات.
الوضع الحالي:
لا تزال الأوضاع متوترة في لوس أنجلوس، مع مخاوف من تصعيد أكبر بسبب استمرار نشر الحرس الوطني وتوسع المداهمات.
أثارت الاحتجاجات جدلاً قانونيًا حول سلطة الرئيس في استخدام الحرس الوطني ضد احتجاجات مدنية، خاصة مع تأكيد شرطة لوس أنجلوس أنها لم تشارك في عمليات الهجرة، بل ركزت على السيطرة على الحشود.
أعربت الجالية اللاتينية، التي تشكل نسبة كبيرة من سكان لوس أنجلوس، عن غضبها من سياسات الترحيل، معتبرة أنها تستهدف مجتمعاتهم بشكل غير عادل.
تأثير احتجاجات لوس أنجلوس 2025 على المجتمع
تأثير احتجاجات لوس أنجلوس 2025 على المجتمع المحلي وفي الولايات الأخرى يمكن تحليله من عدة جوانب بناءً على المعلومات المتوفرة حتى 9 يونيو 2025:
تأثير الاحتجاجات على المجتمع المحلي في لوس أنجلوس:
الخوف والتوتر في المجتمعات المهاجرة:
المداهمات التي نفذتها دائرة الهجرة والجمارك (ICE) أثارت حالة من الرعب بين الجالية اللاتينية، التي تشكل أكثر من 80% من سكان مناطق مثل باراماونت.
أفاد سكان محليون، مثل خوان، بأن المهاجرين يخشون الخروج من المحال التجارية خوفًا من الاعتقال، مما أدى إلى تراجع الأنشطة الاقتصادية مثل العمل اليومي في مواقع مثل متجر "هوم ديبوت".
وصفت عمدة لوس أنجلوس، كارين باس، هذه المداهمات بأنها "فوضى عارمة" تزرع الرعب، مما يعكس تأثيرها النفسي والاجتماعي على المجتمع.
الاضطرابات الاقتصادية والاجتماعية:
أدت الاحتجاجات إلى إغلاق طرق سريعة رئيسية وحرق مركبات ذاتية القيادة، مما عطل حركة النقل والتجارة في وسط المدينة ومناطق أخرى مثل كومبتون وباراماونت.
- شهدت المدينة أعمال نهب وإحراق متاجر في باراماونت، مما زاد من الخسائر الاقتصادية للأعمال المحلية.
- أشارت ماريا غوتيريز، إحدى المتظاهرات، إلى أن الاحتجاجات كانت تعبيرًا عن تراكم التوترات بسبب استهداف المهاجرين، مما يعكس انقسامًا اجتماعيًا عميقًا.
تصعيد التوترات مع السلطات:
- استخدام الشرطة والحرس الوطني للغاز المسيل للدموع، الرصاص المطاطي، وقنابل الصوت أثار غضب السكان، خاصة مع إصابة متظاهرين وصحفيين مثل مراسلة أمريكية أصيبت برصاصة مطاطية.
- وصفت كارين باس نشر الحرس الوطني بأنه "تصعيد فوضوي" يعرض الأحياء للخطر، مما زاد من انعدام الثقة بين المجتمع المحلي والسلطات الفيدرالية.
التضامن المجتمعي:
رغم العنف، عبرت الاحتجاجات عن تضامن قوي مع المهاجرين، حيث رفع المتظاهرون الأعلام المكسيكية كرمز للوحدة، على الرغم من وصف السلطات لهذا الفعل بأنه "تكتيك إرهابي".
شكلت الاحتجاجات منصة للمطالبة بحقوق المهاجرين، مما عزز الشعور بالهوية والمقاومة في المجتمعات المهاجرة. تأثير الاحتجاجات على الولايات الأخرى:
إلهام احتجاجات مماثلة: أثارت احتجاجات لوس أنجلوس مخاوف من انتشار الاضطرابات إلى مدن أمريكية أخرى، خاصة في الولايات ذات الجاليات المهاجرة الكبيرة مثل تكساس ونيويورك.
تشير منشورات على منصة X إلى أن الأحداث قد تؤدي إلى احتجاجات وإضرابات في مدن كبرى، مما يعكس احتمالية تأثيرها الوطني.
تاريخيًا، انتشرت احتجاجات مثل "احتلوا وول ستريت" من نيويورك إلى مدن مثل لوس أنجلوس وسان فرانسيسكو، مما يشير إلى أن احتجاجات لوس أنجلوس قد تكون محفزًا لتحركات مماثلة.
التأثير على السياسة الوطنية:
أثارت الاحتجاجات جدلاً حول سياسات الهجرة، مع انتقادات من قادة ديمقراطيين مثل حاكم كاليفورنيا غافين نيوسوم، الذي وصف نشر الحرس الوطني بأنه "غير قانوني"، مما قد يؤدي إلى مواجهات قانونية وسياسية بين الولايات والحكومة الفيدرالية.
تشير منشورات على X إلى أن الأحداث قد تؤثر على السياسات الوطنية بشأن الهجرة واللاجئين، خاصة مع تصاعد الجدل حول مداهمات الهجرة.
قد تعزز الاحتجاجات الضغط على الكونغرس لإعادة النظر في قوانين الهجرة، خاصة في ظل دعم بعض السياسيين مثل النائبة نانيت باراجان لرفض التصعيد الفيدرالي.
التأثير على الأمن الداخلي:
نشر الحرس الوطني في لوس أنجلوس، وهو إجراء نادر منذ أعمال الشغب عام 1992، أثار مخاوف من تصعيد عسكري في ولايات أخرى إذا استمرت الاحتجاجات.
وصفت السلطات الفيدرالية الاحتجاجات بأنها "تمرد"، مما قد يبرر تدخلات مماثلة في مدن أخرى، مما يزيد من احتمالية المواجهات بين المتظاهرين وقوات الأمن. تشير منشورات على X إلى أن الأحداث قد تؤثر على الأمن الداخلي، مع زيادة التوترات في المدن الكبرى. العلاقات الدولية:
أشارت منشورات على X إلى أن الاحتجاجات قد تؤثر على العلاقات الأمريكية مع دول المنشأ للمهاجرين، مثل المكسيك، خاصة مع رفع الأعلام المكسيكية خلال الاحتجاجات، مما قد يثير ردود فعل دبلوماسية.
تصريحات دولية سابقة، مثل دعم الرئيسة البرازيلية ديلما روسيف لاحتجاجات "احتلوا وول ستريت"، تشير إلى أن الأحداث قد تجذب انتباه دول أخرى، مما يعزز النقاش العالمي حول سياسات الهجرة الأمريكية.
ملاحظاتإضافية:
المعلومات المضللة: شائعات مثل مداهمة متجر "هوم ديبو" ساهمت في تأجيج الاحتجاجات في باراماونت، مما يعكس تأثير وسائل التواصل الاجتماعي في تضخيم التوترات. الانقسام السياسي: تظهر وجهات نظر متضاربة، حيث يرى البعض الاحتجاجات ضرورية للدفاع عن حقوق المهاجرين، بينما يعتبرها آخرون تهديدًا للنظام العام، مما يعكس انقسامًا وطنيًا عميقًا.
الخلاصة:
في لوس أنجلوس، أدت الاحتجاجات إلى تعميق الخوف والانقسام في المجتمعات المهاجرة، مع اضطرابات اقتصادية واجتماعية كبيرة، بينما عززت التضامن بين السكان. على المستوى الوطني، قد تلهم الاحتجاجات تحركات مماثلة في ولايات أخرى، مع تأثيرات محتملة على السياسة الوطنية، الأمن الداخلي، والعلاقات الدولية. الوضع لا يزال متطورًا، مع احتمال تصاعد التوترات إذا استمرت المداهمات أو تدخلات الحرس الوطني
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق