عندما تخطر عبارة "دهون حيوانية" على
رؤوسنا فما الذي نفكر فيه عادة؟ البدانة والسلليوليت وتصلب الشرايين وانسداد
الأوعية الدموية أم ربما تفكر في انها نوعية فائقة من الدهون الهامة لصحة الدماغ!
حقائق طريفة حول الدهون
عند التفكير في ان الدهون الحيوانية هي مواد سيئة
وان التقليل منها يعني بالضرورة صحة افضل فإن هذا النوع من التفكير لا يكون صحيحا
دائما، فالدهون ليست وظيفتها فقط تخزين الطاقة بالجسم ولكنها ايضا من المغذيات
التي يمتصها الجسم ويحتاج اليها، فالاشارات بين الخلايا وعمل جهاز المناعة والعديد
من الوظائف الحيوية الهامة تحتاج الى الدهون ايضا، ويعتقد الناس ان الفارق بين
الدهون النباتية والدهون الحيوانية هو ان الأولى تحمل نسبة اكبر من الدهون الغير
مشبعة بينما تحمل الثانية نسبة اكبر من الدهون المشبعة.
ولكن يمكنك التعرف على بعض الحقائق الطريفة
عن الأحماض الدهنية من خلال النقاط التالية قد تثير تعجبك:
1- كل النباتات والحيوانات
تحتوي على نسب من الدهون المشبعة والدهون الغير مشبعة.
2- بعض انواع النباتات
تحتوي على نسب اعلى من الدهون المشبعة مقارنة بالحيوانات كما هو الحال في زيت جوز
الهند والذي يحتوي على 90% دهون مشبعة وهو ضعف الكمية الموجودة في دهون البقر.
3- الدهن الرئيسي في
الخنازير هو من النوع الغير مشبع الاحادي والمعروف باسم حمض اوليك وهو موجود ايضا
في زيت الزيتون.
ليس عليك الابتعاد عن الدهون الحيوانية
لعقود وعقود ظل خبراء التغذية ينصحون
بالابتعاد عن الدهون الحيوانية والدهون المشبعة بصفة خاصة وتناول الأغذية المفيدة
لصحة القلب والخالية من الكوليستيرول كما هو الحال في الدهون المستخرجة من البذور
والمكسرات والزيتون، فبحسب الخبراء تحتوي هذه الأغذية على احماض دهنية غير مشبعة
عديدة لا يمكن للجسم انتاجها على الرغم من حاجته اليها واهمية الحصول عليها من
خلال الغذاء ومنها:
-
الأحماض الدهنية اوميجا-3 المعروفة باسم الفا لينولينك.
-
الاحماض الدهنية اوميجا-6 المعروفة باسم حمض لينوليك.
والذي لا يقال أن كلا الحمضين الدهنيين
المذكورين يتواجدان في الدهون النباتية والحيوانية على حد سواء ولذلك يمكنك ان
تضمن حصولك على هذه الأحماض الدهنية الهامة من خلال تناول كمية مناسبة من الدهون
الحيوانية من خلال غذاءك اليومي.
وفوق ذلك فإن الجسم لا يحتاج فقط الى هذين
النوعين من الأحماض الدهنية ولكنه يبحث ايضا عن انواع افضل واكثر جودة وهي الاحماض
الدهنية من نوع اوميجا-3 والتي يرمز لها بالرموز " اي بي ايه" و
"دي اتش ايه" و "ايه ار ايه"، وكلها لا تتواجد في الأغذية
الحيوانية.
اي بي ايه أو حمض ايكوسابينتانويك
وهو من الأحماض الدهنية اوميجا-3 التي تعمل كمضادات
فعالة للالتهابات وتساعد في عملية الشفاء.
ايه ار ايه أو حمض اراكيدينويك
وهو من الأحماض الدهنية اوميجا-6 وكان يعد من
الدهون السيئة التي تتسبب في حدوث التهابات الى أن الباحثون وجدوا له وظائف اخرى
حيث انه يحفز من عملية شفاء الجسم.
دي اتش ايه أو حمض دوكوزاهيكسانويك
وهو من المركبات المفيدة للغاية للجسم وهو
موجود على الأرض منذ قديم الأزل حيث تستخدمه الفقاريات الأخرى وهو جزيء لم يتغير
تركيبه منذ 500 مليون سنة، ويحتوي الدماغ على نسبة من الدهون تقدر بثلثي وزنه
ويمثل هذا النوع من الاحماض الدهنية 20% من وزن الدهون بالمخ.
ويدخل هذا الحمض الدهني في تكوين الميلين اي
المادة البيضاء في الدماغ كما انه يساعد على تعزيز عمل الحاجز المخي والذي يحمي
المخ ويبقيه امنا من المواد الضارة.
ويعد هذه الحمض الدهني ضروريا ايضا وبدون
تناول كميات كافية من هذا الحمض الدهني لا يمكن للدماغ أن يقوم بوظائفه بالكفاءة
المطلوبة.
واهم مراحل العمر التي يحتاج فيها الانسان
الى هذا الحمض الدهني هي من بداية المرحلة الثالثة من الحمل وحتى مرور 27 شهرا فإذا
لم يحصل الطفل في هذه الفترة على حاجته من هذا الحمض الدهني الهام فربما لا يكتمل
تطور دماغه بالصورة الصحيحة، والأشخاص الذين يعانون من اعراض نفسية عادة ما ينخفض
لديهم مستويات هذا الحمض الدهني الهام باجسامهم.
وكذلك الاطفال والمراهقين والذين يعانون من اضطرابات
نفسية تنخفض لديهم نسبة المادة البيضاء بالدماغ ما يقلل لديهم من القدرات الذهنية،
وكل هذه الأدلة تدعم أهمية هذا الحمض الدهني للدماغ.
الدهون النباتية لا تحتوي على اي نسبة من الحمض الدهني دي اتش ايه
الأشخاص الذين اختاروا ان يكونوا نباتيين لا
يمكنهم الحصول على هذا الحمض الدهني الهام فحتى الأحماض الدهنية اوميجا-3
المتواجدة في بعض النباتات بكثرة مثل المكسرات تحتوي على الحامض الدهني اوميجا-3
من نوع الفا لينولينيك والجسم البشري يصعب عليه الحصول على الكميات الكافية من الحمض
الدهني اوميجا-3 من نوع دي اتش ايه من خلال حمض الفا لينولينك حيث ان الدراسات
تشير الى أن عملية التحويل التي تحدث في الجسم لا توفر سوى اقل من 10% من حاجة
الجسم.
وتشير بعض الدراسات الى ان هذا التحويل لا
يتم في بعض الحالات على الاطلاق، ولا يمكن ان يغني ذلك عن تناول الحامض الدهني من
نوع دي اتش ايه.
كيفية الحصول على الحامض الدهني دي اتش ايه
ينضح بتناول 240 جرام اسبوعيا من الأسماك
البحرية للحصول على حاجة الجسم من هذا الحمض الدهني الهام وفيما يلي يمكنكم التعرف
على نسبته في كل غذاء بحري:
قلل من استهلاك الدهون النباتية
عادة ما يتم قلي الاغذية المصنعة والغير صحية
في الزيوت النباتية وتحضيرها بها كما هو الحال في زيت الصويا او زيت عباد الشمس أو
اغلب الزيوت النباتية وكلها تحتوي على نسب عالية من الحامض الدهني لينوليك وهذا
النوع من الأحماض الدهنية يمكن ان يتسبب في اصابة الجسم بالالتهابات ويبعده عن الشفاء،
وهو سبب هام في تقليل هذه الدهون.
ومن افضل انواع الزيوت النباتية للصحة زيت
الزيتون وزيت الافوكادو وزيت جوز الهند وزيت النخيل الأحمر، وفي حالة كنت تريد
تناول الزيوت المكررة فيفضل استخدام زيت الكانيولا أو زيت الكارنيل حيث يحتوي
كلاهما على نسب قليلة من الحمض الدهني لينوليك.
واذا كنت تتبع نظام غذائي نباتي فعليك الحصول
على الأحماض الدهنية اوميجا-3 من خلال المكملات الغذائية.
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق