المواطن الصوفيا





لا اريد تكرار ما كتبه المئات من الكتاب والالف وربما الملايين من رواد مواقع النواصل الاجتماعي عن جدوى مؤتمرات الشباب المجهولة الغرض التي يقيمها السيسي، ويجمع فيها مجموعة من الشباب الذي لم يعيش في مصر ولا يدري شيء عن حالها، وربما لا يعنيه من الأمر سوى هذه الدعوة الكريمة للغاية والتي تتكفل بنقله وسكنه واطعامه والترفيه عنه في مدينة سياحية رائعة لعدة ايام دون ان يطلب منه شيء سوى الاستماع الى الهراءات التي تقال في مثل هذه المناسبات. 

ولكن اكثر ما لفت نظري هو اللقطة العبثية للروبوت صوفيا والتي قالت أنها سعيدة للغاية بالمشاركة في المؤتمر، أو هذا على الأقل ما برمجها المسؤول عنها لتقوله خلال المؤتمر السنوي العبثي الذي تنفق عليه عشرات المليارات من أموال الشعب "الفقير قوي".

وسرحت بخاطري قليلا لأجد أن هذا هو النموذج الذي تسعى حكومات الوطن العربي - وربما غيرها من الحكومات - ليكون المواطن المثالي. 

مواطن لا يأكل ولا يشرب ولا يحتاج الى صرف ولا يعنيه مكان سكن لائق أو وظيفة، لا يشعر بالظلم أو الحزن، لا يريد الترقي أو التعلم. 

اي شيء تخزنه في ذاكرته سيردده، أي شيء تبرمجه على فعله سيفعله، أي مصدر طاقة ستغذيه به سيعمل عليه طالما كان مناسبا للاعدادات والتركيبات الخاصة به.
مواطن يمكنه أن يردد على مسامعك عبارات الثناء التي تحتاج الى سماعها، ويعدد انجازات ليس لها وجود الا في خيالك. 

مراطن لا يراقب فسادك ولا يسألك عن قروض أو ضرائب أو موارد الدولة التي لا يعلم أحد الى أين تذهب ولا فيما تنفق. 

المواطن الصوفيا هو الحل لكل مشاكل الحكام العرب، وحتى أنه لن يكون مثل اتباع الزعيم الملهم، بمجرد أن يقطع الحليب عن افواههم يخرجون فضائحه ويشهرون بجرائمه في كل المحافل، فهو لا يعلم الا بالقدر الذي يريده الزعيم أن يعلم. 

لا عجب أن الزعيم وزوجة الزعيم واتباع الزعيم كلهم سعداء بالحديث الى المواطن الصوفيا!

تعليقات