الكذب وكيفية استخدام السرد القصصي المتقن كوسيلة للإقناع

 




يأخذ الكذب العديد من الصور والأشكال في الزمن المعاصر، فهو تارة لسان حال السياسيين الذين يعدون فيخلفون، وهو تارة أخرى وسيلة لتجميل سلعة وجعل الإقبال عليها كبيرًا، وهو وسيلة البعض للترقي ونيل مكاسب على حساب غيرهم من الصادقين الذين يرفضون استخدام الأساليب الملتوية لنيل ترقية أو الحصول على مكاسب.

والكاذب يطور أساليبه لتكون أكثر إقناعًا وخاصة إذا ما كان الكذب عاملًا أساسيًا في عمله، كما هو الحال في لغة الدبلوماسيين التي يمكنها أن تجمّل حتى المذابح الجماعية وجرائم الحرب وتجعل الضحية جانيًا والجاني ضحية، وهي تتطلب الكثير من التدريب ليتقنها الإنسان فتصبح جزءً لا يتجزأ من تكوينه الشخصي.

ومن أساليب الكذب الأكثر إقناعًا "السرد القصصي" حيث ينال الكاذب تعاطف من يقرأون قصته بما يضيفه إليها من أحداث مثيرة تحرّك مشاعرهم، وقد انتشر هذا النوع من الكذب المجوّد على شبكات التواصل الاجتماعي، وأصبح يجذب نسبة لا بأس بها من المتابعين بل أن هؤلاء قد يتعاطفون بشدة مع الكاذب ويمدون إليه يد العون ليتمادى في كذبه.

ويمكن استخدام السرد القصصي في الترويج للسلع فتقوم بخلق مشكلة لا يحلها إلا المنتج الذي تقوم بالترويج له، وهذه الوسيلة أصبحت أكثر إقناعًا للجمهور الذي يجد في هذا النوع من الدعاية تسلية ودعابة وربما موقف تعرّض له شخصيًا.

ومهما كان الدافع للكذب أو درجة إجادة الكاذب له، يمكن للإنسان الفطن الواعي أن يفرّق بين الكذب والحقيقة، أو على الأقل يتعلّم من أخطاءه فلا يصبح ضحية سهلة للكاذبين.

تعليقات