نجاح الرجيم أو فشله يتوقف على نشاط الدماغ
وجدت دراسة حديثة أجريت في جامعة )ووك فوريست( الأمريكية، أن شبكات عصبية في المخ تتحكم في عملية فقد الوزن فإذا كنت تعاني من عدم قدرتك على فقد الوزن الزائد ولا تعرف لماذا لا ينجح معك نفس النظام الغذائي الذي ينجح مع غيرك فربما تفسر لك هذه الدراسة الأسباب الحقيقية وراء ذلك، وتساعدك على تحسين وسائلك لتصبح أكثر قدرة على الوصول لأهدافك.
شبكات عصبية في المخ تتحكم في عملية فقد الوزن
وجد الباحثون أن هناك شبكتين وظيفيتين في الدماغ كانتا هما المسؤولتان عن نجاح النظام الغذائي الهادف إلى تقليل الوزن لدى المشاركين في التجربة بعد ستة أشهر من اتباع الحمية.
والشبكات العصبية الدماغية هي عبارة عن مناطق عصبية نشطة في الدماغ تعمل معًا بتناغم لتنفيذ مهام متعلقة بعمل الجسم والتفاعلات الحيوية التي تتم فيه.
الشبكة العصبية 1 والشبكة العصبية 2
اكتشف باحثون الشبكتين العصبيتين 1، 2 في عام 2018 وكان لذلك الكشف الفضل في تحسين فرص المصابين بالبدانة في الشفاء، والتخلّص من الوزن الزائد.
كيف أجريت الدراسة التي تربط نشاط الشبكتين العصبيتين 1، 2 بفقد الوزن؟
تم اختيار 71 شخص ممن يعانون من البدانة من الأشخاص الناضجين، ثم أجري لأدمغتهم مسحًا بأشعة الرنين المغناطيسي، من أجل تحديد مدى نشاط الشبكتين العصبيتين 1،2 لتحديد من هم الذين يتمتعون بقابلية أكبر لفقد الوزن ومن هم الذين يحتاجون إلى معاملة خاصة من أجل تحقيق هدفهم في إنقاص الوزن، وما هي الطريقة الأنسب لمساعدتهم على ذلك.
بعد ستة أشهر من اتباع النظام الغذائي الهادف لتقليل الوزن، تم إجراء مجموعة من الاختبارات لبيان نتائج الدراسة وإجراء المقارنات اللازمة.
نتائج الدراسة الخاصة بتأثير نشاط المخ على الحمية
وجد فريق البحث أن خلال أوقات الامتناع عن الطعام التي عاشها المشاركون في التجربة، ارتبط نشاط الشبكة العصبية 1 والمسؤولة عن المهارات الحركية والحسية بعملية فقدان الوزن.
أما في أوقات التغذية كان الأمر مرتبطًا بالشبكة العصبية 2 المسؤولة عن قدرة الإنسان على التركيز والانتباه والتنظيم الذاتي.
ويعني ذلك أن نجاح عملية فقد الوزن أو فشلها يرجع إلى التوافق بين الشبكتين، ففي حالة التوقف عن تناول الطعام تنشط الشبكة التي تحفّز الحركة وتثير الرغبة في تناول الطعام، وعندما تعالج الدماغ الإشارات الناتجة عن تناول الطعام يقل نشاط شبكة التحكم والانتباه.
الفارق بين الأشخاص الذين تمكنوا من فقد الوزن والذين فشلوا في فقد الوزن
وجدت الفحوصات أن الفارق بين من أحرزوا نجاحًا على صعيد فقد الوزن، ومن فشلوا في تقليل الوزن، كان يكمن في اختلاف نشاط الدماغ بين الفريقين، فالبعض كان له تحفيز حسي حركي أكبر من غيره يدفعه لتناول المزيد من الطعام، بينما البعض الأخر لم تكن لديه نفس المحفزات لتناول الطعام على الرغم من أنه يعيش في مجتمع تتوافر فيه الأغذية، وتصل إليه الإشارات الخاصة بالطعام من كل اتجاه.
الاستنتاجات
تمكن الخبراء من خلال هذه الدراسة التي تربط بين أسباب السمنة والسلوك الناجم عن نشاط الشبكات العصبية، من الإطلاع على دور الشبكات الوظيفية المعقدة في المخ وفهم آلية الفشل في فقد الوزن الزائد، وبناء عليه يمكن التعامل مع كل فرد كحالة خاصة والتحكم في المحفّزات العصبية التي تسبب له الرغبة في تناول الطعام والإفراط فيه.
كيف تتحكم الدماغ في عملية فقد الوزن؟
أظهرت الأبحاث أن فقدان الوزن متعلق بوظائف الدماغ العالية المستوى وعندما تنشط قشرة الفص الجبهي الوحشي المرتبط بالقدرة على التحكم في النفس تحقق الحمية الهدف منها وينجح الإنسان في فقدان الوزن.
وتتميز تلك المنطقة في الدماغ بأنها قادرة على التعامل مع المعلومات الطويلة الأمد حيث تعطي للإنسان الحافز بعيد المدى وتثير رغبته في الحفاظ على صحة أفضل والتمتع بحياة أطول وتجعله يتحكم في تصرفاته ورغباته اللحظية بشكل أفضل.
للهرمونات أيضًا دور هام في عملية فقد الوزن
يتحكم هرموني اللبتين والجريلين في عملية فقد الوزن وتتغير مستويات هذين الهرمونين عندما يبدأ الجسم في فقدان الوزن، وبينما يهرع البعض لتناول الطعام، وينسى الحمية، ويفقد الهدف يصر البعض الأخر على الالتزام بحميته وتحقيق هدفه في فقدان الوزن الزائد.
دراسة تظهر تأثير نشاط قشرة الفص الجبهي الوحشي في الدماغ على فقدان الوزن
في دراسة أجريت لفهم تأثير نشاط قشرة الفص الجبهي الوحشي على إنتاج هرموني اللبتين والجريلين، تم اختيار مجموعة من المشاركين وإلزامهم بحمية تحتوي فقط على 1200 سعر حراري يوميًا، وعمل تصوير للفص الجبهي باستخدام أشعة الرنين المغناطيسي.
من خلال أشعة الرنين تم تقييم درجة نشاط قشرة الفص الجبهي الوحشي التي ترتبط بالقدرة على التحكم في الذات وكذلك قشرة الجبهي الأنسي البطني وهي منطقة تشارك في عملية التحفيز والرغبات وتقدير القيمة.
نتيجة الدراسة التي تربط بين نشاط الدماغ وإنتاج الهرمونات التي تتحكم في الجوع
لاحظ الباحثون بعد فحص المشاركين على مدار ثلاثة أشهر من بداية الحمية أن الإشارات الدماغية انخفضت في منطقة قشرة الفص الجبهي البطني، وكان الأنخفاض على أشده لدى من نجحوا بالفعل في إنقاص الوزن، وعلى الجانب الأخر زاد نشاط قشرة الفص الجبهي الوحشي التي تعمل على التحكم في الذات.
أي أن نشاط الجزء المسؤول عن ضبط النفس في الدماغ زاد، والجزء المسؤول عن المكافئة والقيمة قل نشاطه خلال فترة الدراسة لمن نجحوا بالفعل في فقدان الوزن الزائد، ويمكن من خلال قياس درجة التغيرات الحادثة تقييم مقدار ما فقد كل شخص من عينة الدراسة من الوزن الزائد.
بحلول نهاية الدراسة وصل هرموني اللبتين والجريلين لأعلى مستويات الاتزان، حيث يمكن للشخص أن يبدأ بداية جديدة ويتحكم في وزنه ويعيش حياة صحية سعيدة.
الاستنتاجات
إن علاج السمنة بواسطة العلاج السلوكي المعرفي يمكن أن يفيد الراغبون في التخلص من الوزن الزائد، وخاصة لمن يعانون من مشكلة الأكل الانفعالي حيث يفرط هؤلاء في تناول الطعام كلما شعروا بالتوتر والقلق والحزن، ويجدون في الطعام العزاء.
كيف يؤثر فقد الوزن على عمل الدماغ؟
بعد أن عرفنا أن هناك شبكات عصبية في المخ تتحكم في عملية فقد الوزن يمكننا الأن أن نتعرف على كيفية تأثير فقد الوزن على عمل الدماغ.
فقد الوزن يجعل المخ يثير رغبتك في تناول الأغذية الدسمة
عندما تلتزم بحمية هادفة لفقد الوزن وتفقد بالفعل نسبة من دهون الجسم تتخطى 10% من الوزن، يبدأ الدماغ في إنتاج كميات أقل من هرمون اللبتين، فيجعلك تشعر بالرغبة في تناول الطعام، ويخبرك بأنه في حاجة للمزيد من الطاقة، وهو بذلك يجعلك تشتهي الأغذية الدسمة والسكرية.
وينصحك الخبراء في هذه الحالة بالنوم، فالنوم يساعد على تحسين مستويات اللبتين في الجسم ما يقلل من الشعور بالجوع وبالعكس يمكن للأرق أن يجعل الحالة في غاية السوء حيث تضطر حينها لتناول الكثير من الأطعمة عالية السعرات.
فقد الوزن يزيد من حجم المخ ويقاوم المشكلات المعرفية المرتبطة بالسمنة
ترتبط السمنة بانكماش حجم الدماغ الكلي وهو ما يسبب مشكلات معرفية مع التقدم في العمر، ويرجع ذلك إلى تحفيز دهون الجسم لإنتاج السيتوكين، وعندما تتراكم هذه المواد تعاني أنسجة الجسم ومنها أنسجة الدماغ من الالتهابات وتؤثر هذه الالتهابات على بعض أنواع النواقل العصبية في المخ فينكمش الدماغ.
ويمكن لخفض الوزن أن يقلل من إنتاج السيتوكين ويقلل من التهابات الأنسجة ويزيد من الحجم الكلي للدماغ، وفوق ذلك يمكن لوظائف المخ أن تتحسن بعد فقدان الوزن كما تظهر الاختبارات المعرفية لمن فقدوا الوزن، مقارنة بأدائهم لنفس الاختبارات قبل فقد الوزن.
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق