عندما ينكر شريك حياتك أقواله أو أفعاله التي حدثت بالفعل

 


الكثير منا يتعرض لمواقف صعبة، حيث يؤذيه الأشخاص الذين يثق بهم، وينتظر منهم الدعم والفهم، فإذا حاول أن يعاتبهم فيما بعد أنكروا ما قالوه، أو نفوا ما فعلوه بل أنهم يتهمونك بأنك تفتعل المشاكل أو تتصنع من أجل نيل المزيد من الاهتمام فيقومون بالهجوم عليك ويشعرونك بأنك مخطيء بل وينتظرون اعتذارًأ منك عما بدر بحقهم من اتهامات غير حقيقية.

الإنكار وقلب الحقائق بداية النهاية

عادة ما يتسبب إنكار الأفعال والأقوال المؤذية في بناء جدار بين الأشخاص وهذا الجدار يكبر ويعلو يومًا بعد يوم ويمكن أن يؤدي ذلك في النهاية إلى برود كامل في المشاعر وانفصال وجداني بين الطرفين، ثم تموت العلاقة بينهما فينفصلان ويبتعدان عن بعضهما البعض بشكل كامل.

اقرأ أيضًا: لماذا يصبح الرجل الشرقي عنيفًأ تجاه الرفض؟

إنكار الأقوال وإنكار الأفعال

إن إنكار الأفعال الجارحة المؤذية يتسبب في ضرر أعمق من إنكار الأقول فهو يدخلك في دائرة مفرغة حيث لا يمكنك منع تكرار هذا الفعل المؤذي مرة أخرى، وهو يصادر حقك في الحصول على التعاطف من حولك، ويجعلك تشعر أنه ما من امل في تحسن الأوضاع، أو في علاج المشكلة.

اليأس وفقدان الصبر

عندما تشعر أن من اعتبرتهم قريبين منك ينكرون عليك حقك في العبير عن مشاعرك ورفض الإساءات، ستشعر حتمًا بالسخط، وبأنك عالقًا في مكان لا فكاك منه إلا بإحداث تغيير جذري.

فما من مكان سيؤدي إليه إنكار الطرف الأخر للفعل الذي أساء إليك أو القول الذي تسبب لك في الشعور بالألم والتعاسة، الإنكار يغلق أبواب الحديث ويغلق أبواب القلوب أيضًا.

كيف يتلقى الإنسان الأقوال والأفعال من الطرف الأخر؟

إن الطريقة التي يتلقى بها الإنسان الأقوال والأفعال من الطرف الأخر تخضع للكثير من العوامل من ضمنها السنوات التي قضياها معًا وطريقة تفاعلهما مع بعضهما البعض، وما تركه ذلك من انطباعات.

الأمر يخضع أيضًا لمنظور الإنسان الشخصي وما لد=ه من خبرات سابقة في الحياة، ولذلك يمكن أن يحدث إختلاف في الرؤى ويشعر كل طرف أنه يتحدث في أمر مختلف تمامًا عن الأخر، ويمر بتجربة مختلفة ويتفاعل بشكل مختلف تمامًا.

ولذلك إذا طلبت من زوجين أن يتحدثا كل واحد منهما على حدى عن نفس الموقف ستجد أمامك ولا شك روايتين مختلفتين تمامًا، وحتى لو كان لديك تسجيلًا صوتيًا لما حدث فعليًا، فكل طرف يقيس الكلمات ونغمة الصوت قياسًا مختلفًا نابعًا من تجربته الذاتية.

ولا ينفي كل ذلك و يقلل منه مقدار ما شعر به كلا الطرفين من ألم وإيذاء، فكل طرف يعرف أن ما مر به حقيقيًا وحتى لو اختلف إدراك كل طرف لهذه الحقيقة وكان له منظورًا مختلفًا. 

اقرأ أيضًا: تحول من جاني إلى ضحية في ثلاثة خطوات

الإنكار الواضح

إن الحديث هنا ليس عن اختلاف وجهات النظر، ولكن عن الإنكار الواضح الذي لا لبس فيه أي شك، أي عندما ينكر الطرف الأخر أنه فعل شيئًا قد قام به بالفعل، أو ينفي قول شيئًا قد قاله بالفعل، وليس مجرد إساءة فهم أو اختلاف في المفاهيم.

إذًا ماذا تفعل/ تفعلين عندما ينكر شريك حياتك قول ما قاله بالفعل؟

كيف تحمي نفسك في حالة الإنكار الواضح؟ كيف تقاوم الاكتئاب وتتخلص من انفعالاتك السلبية وتأثيرات ذلك عليك نفسيًا وماديًا؟

إن أول شئ عليك فعله عند اصطدامك بحائط الإنكار هو التوقف! خذ نفسًا عميقًا، لا تهمل ما يعتمل بداخلك من مشاعر وكون واثقًا من نفسك، ولا تترك الفرصة لهذا الإنكار أن يتسبب في إيذائك أكثر فأكثر.

عليك أن لا تسمح للطرف الأخر بتحويل المحادثة عن وجهتها والتحكم فيها، وتحدث من قلبك وبصدق، وكون راسخًا على ما أنت مؤمنًا به، وحاول أن تكون هادئًا قدر الإمكان.

وكن واثقًا أنه عند هذه النقطة فإن الطرف الأخر لن يعتذر أو يتعاطف معك على الإطلاق ومع ذلك عليك أن تضع النقاط على الحروف وأن تتحدث عما تريده أن يحدث مستقبلًا إذا كنت تود الاستمرار في هذه العلاقة.

عبر بصراحة عما يدور بداخلك قول للطرف الأخر "أريد منك الدعم والتشجيع" أو "أريد منك التعاطف وليس فرض أحكام" واجه إنكار الطرف الأخر وأكاذيبه بحقيقتك.

كن على تواصل مستمر مع قلبك وروحك وأحاسيسك ولا تهتم باستجابة الطرف الأخر فمهما كانت استجابته تظل أنت راسخًا وحقيقيًا، وهذا في حد ذاته أكبر وأعمق انتصار.

 

 

تعليقات