السبت، 21 سبتمبر 2024

حول مفهومي القبح والجمال في فيلم Uglies

 


يتناول فيلم Uglies مسألة الجمال والقبح بشكل يتشابه بدرجة كبيرة مع ما يحدث في عالمنا المعاصر.

فهو يتحدث عن عالم أهلكته الصراعات والملوثات، وكان البشر في العالم على وشك الفناء.

وحتى نشأت مستعمرة بشرية يُمنح فيها الجميع مزايا الجمال التي يريدونها بمجرد بلوغهم سن السادسة عشرة.

أما من هم دون هذا السن فيطلق عليهم لقب القبحاء!

الجمال أم العقل؟

إن الجمال ليس مرادفًا للغباء، ولا القبح هو مرادفًا للذكاء بأي حال من الأحوال.

ولكن في هذه المستعمرة، يجعلنوك تحلم باليوم الذي ستصلح فيه عيوبك الشكلية.

إنهم يظهرون لك من تجاوزوا هذه المرحلة وتمتعوا بمواصفات الجمال على أنهم قد بلغوا أعلى درجات النجاح السعادة مثل نجوم السينما والعارضات.

فتظل تنتظر هذا اليوم لتكون مثلهم، ويصبح ذلك هو كل أملك.

الفيلم من بطولة جوي كينج ومن إخراج ماك جي.

لمشاهدة الاعلان التشويقي

الحقيقة المرّة

إلا أن ما تراه أو بالأحرى ما يظهرونه لك ليس هو كل شئ، فهذه الجراحات التي تجرى لها الكثير من الضحايا.

هؤلاء الضحايا الذين عانوا من عيوب خطيرة أو قضوا نحبهم بعد إجراء هذه الجراحات سيخفونهم عن الأخرين.

ليظل المظهر جميلًا ومرغوبًا ويحققون من خلاله غايتهم الحقيقة ألا وهي فرض السيطرة والتحكم على المجتمع.

ويحدث ذلك عبر العبث بأدمغة الناس خلال جراحات التجميل بحيث يفقدونهم شخصياتهم، ويجعلونهم أكثر سطحية وأقل شعورًا.

اقرأ أيضًا: الهيستيريا وبضع الفص

من الذي يحدد معايير الجمال؟

 


 

هل الجمال يكمن في الخصوصية والفردية؟ هل ملامحك الطبيعية التي تشكل جزءًا لا يتجزأ من شخصيتك قبيحة؟

هل أنت راضٍ عن ملامحك وتتقبلها كما هي؟

إن السعي الدائم لتحقيق المعايير التي تفرضها علينا وسائل الإعلام وشركات الموضة ومراكز التجميل، كلها تتغير باستمرار.

فاليوم يخبرونك أن عليك تنحيف الخدود ونفخ الشفاه، وفي اليوم التالي سيقولون لكِ بل عليك إعادة الشفاه إلى شكلها الطبيعي، والوجه المستدير هو الأكثر جمالًا.

فهيا نحقنك بالفيلر في الخدود ونسحب الفيلر من شفاهك!

في يوم يقولون لك هيا نحقن مؤخرتك، ونسحب الدهون من هنا ونضعها هناك، وفي اليوم التالي يقولون لكِ أن المؤخرة الصغيرة المشدودة هي الأجمال.

فهيا بنا نزيل كل ذلك ونشد ترهلات الجلد وحتى نجعلك على الصورة التي وضعناها نحن.

وبين ذلك وذلك ستنفقين أموالًا ضخمة وتهلكين جسدك، وتتعرضين لكل مخاطر الجراحة التقليدية.

وستفقدين جمالك الداخلي وشخصيتك الطبيعية المتقبلة لذاتها، فالجمال ينبعث من الداخل.

وما يراه أحدهم عيبًا يراه الأخر جمالًا وحسنًا، وفي النهاية فإن السعي لإرضاء الناس وكسب صيحات الاستحسان منهم مضيعة للوقت والجهد بلا طائل.

إن أجمل الجميلات كانت حياتهن غاية في التعاسة، فالجمال لم يحقق لهن ما صبون له من حياة سعيدة.

لقد جعلهن مطمعًا للأخرين، وجعلهن عرضة للاستغلال من الشركات والمؤسسات والأشخاص الذين يعيشون حولهن.

اقرأ أيضًا: تلف المادة الوراثية المسبب للشيخوخة

الجمال ينبعث من الداخل

أن أول سمات الجمال التي يراها الناس فيك هي كيفية معاملتك لهم، فسمات مثل الرحمة واللطف ومساعدة الضعفاء والمحتاجين يجعل طاقتك الإيجابية تفيض عليك وعلى من حولك جمالًا من نوع خاص.

تقول مايا أنجيلو:

لقد تعلمت أن الناس سينسون ما قلته، وسوف ينسون ما فعلته، ولكنهم لن ينسوا أبدًا ما جعلتهم يشعرون به.

الجمال الخارجي هو مظهر فارغ

 إن الإنسان مهما كان جميلًا لن يحتمله أحد، طالما كان داخله غير ذلك، اللهم إلا في أوساط من يعيشون مخدرين لا يعنيهم من الحياة غير شهواتهم، وهؤلاء مرافقتهم لا تجلب سوى البلاء.

أما الجمال الداخلي فهو إنجاز دائم، فالحكمة والتعاطف والكرم كلها أمور رائعة ومواصفات تعلي من قيمتك الذاتية.

وهي تتحسن باستمرار وتصبح طابعًا شخصيًا مع الوقت يشع حسنًا من نوع خاص يفطن له الأشخاص الذي هم أحرى بأن تكون قريبًا منهم.

الجمال الداخلي دائم

إن من يبقى نفسه نقية وروحه طاهرة وجميلة، يبقى جميلًا مهما تقدم العمر به، أما الجمال الخارجي فهو يتغير مع تقدم العمر.

ويحتاج للكثير من المساحيق الضارة والجراحات والعلاجات المكلفة التي لن تتمكن من صيانته للأبد.

الجمال في الخصوصية والتفرد

إن جمال البشر يكمن في خصوصيتهم وتفرد ملامحهم وسماتهم الشخصية، أما إذا أصبح الجميع قالبًا واحدًا يفتقر للروح فسينتهي الأمر بالبشر ليكونوا أدنى من الآلات.

سمات الجمال الداخلي

أول هذه السمات: هي العطف، العطف على كافة الكائنات والموجودات، وهذا العطف واللطف يشمل التعامل أيضًا مع الذات.

يقول الحكيم أيسوب:

لا يضيع اي عمل طيب مهما كان صغيرًا.

السمة الثانية: هي النزاهة وهي تعني التمسك بالقيم الأخلاقية العليا، إنها رغبة تنبعث من الداخل في أن تكون شخصًا أفضل.

وهي تجعلك تتحمل مسؤولياتك دون أن يكون هناك رقيبًا عليك وهي تؤثر بالضرورة على كل من حولك في العمل وفي حياتك الشخصية.

السمة الثالثة: هي أن تتمتع بالحكمة، وهي تحتاج للكثير من التجارب والتعلم والتثقيف والفهم.

والحكيم لا يتوقف أبدًا عن التعلم طوال حياته، فهو يكتسب الكثير من المعلومات لتزيده فهمًا للحياة وحكمة.

السمة الرابعة: وهي الولاء للأسرة والعمل والأصدقاء ولكل من تربطك بهم علاقة، إن تلك الصفة هي ما يكسبك الثقة ويجعلك ملاذًا أمنًا للأخرين.

السمة الخامسة: وهي المحبة وأول من عليك أن تحبه هو ذاتك، وأن تقدر سماتك الرائعة وأن تتقبل نفسك قبولًا حسنًا.

أظهر المحبة للأخرين، تلك التي تستند إلى الحماية والرعاية، إنها المحبة بمفهومها العلوي الراقي الذي لا يصل إليه حقًا إلا قليل من الناس.

 

 

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق