إن الشيخوخة عملية طبيعية في الكائنات المتطورة (الميتازوا)، وتعود إلى عدم قدرة الجسم على حماية خلاياه من الطفرات الضارة التي تنتج أثناء عملية إنقسام الخلايا.
ويعمل الجسم على تعويض الخلايا التالفة بأخرى جيدة من خلال عملية الإنقسام الميتوسي.
ولكن في بعض الأحيان لا تتم عملية إنقسام الخلايا بالصورة الصحيحة فتنشأ بعض الطفرات الضارة.
في الأعمار الصغيرة يتمكن الجسم من السيطرة على هذه الطفرات الضارة.
ولكن مع التقدم في العمر تضعف قدرة الجسم على التخلص منها فيعاني من أمراض الشيخوخة.
لماذا تتلف خلايا الجسم؟
تتعرض خلايا الجسم للتلف بسبب عدة عوامل أهمها:
· العوامل الخارجية: مثل الأشعة فوق البنفسجية، والأشعة السينية والمركبات الكيميائية التي تصل إلى الجسم من خلال الماء والغذاء والتنفس.
· العوامل الداخلية: مثل العوامل المؤكسدة التي تنتج داخل الجسم عن العمليات الحيوية، ومركبات الألدهيد وعمليات التحلل الطبيعية.
· عواقب تلف الحمض النووي: مثل الطفرات الجينية وعدم استقرار الكروموسومات، وتضرر الأحماض النووية الريبوزية والديؤكسي ريبوزية.
إن التلف الناتج عن تضرر المادة الوراثية يمكن أن ينشأ عنه عواقب وخيمة على الخلايا والأنسجة.
حيث يتسبب في حدوث تلف وموت الخلايا والإصابة بالشيخوخة، أو فقدان الخلايا لوظيفتها والإصابة بالضمور أو الالتهابات أو السرطان.
اقرأ أيضًا: تأثير ارتفاع درجات الحرارة على الجسم
كيف يؤثر تلف الحمض النووي على أنسجة وخلايا الجسم؟
يمكن أن يتسبب تلف الحمض النووي في حدوث عدم استقرار بالجينوم الناقل للصفات الوراثية في الخلايا.
أو خلل التيلومير الذي يتواجد في نهاية الكروموسوم والذي يحتوي على تسلسل جيني يساعد الخلية على عملية الإنقسام الخلوي.
كما يمكن أن يتسبب في حدوث تلف في الأنسجة التي ترتبط بوظائف حيوية هامة يمكن أن تؤثر على أعضاء الجسم الأخرى مسببة أمراض خطيرة.
يمكن أيضًا أن يؤثر على وظائف الميتوكوندريا التي تعرف أيضًا بعضيات إنتاج الطاقة في الخلايا.
أنواع الخلل التي يمكن أن تحدث في الجينوم
إن الجينوم الذي يبدو مستقرًا ليتمكن من نقل الصفات الوراثية من جيل إلى أخر، ليس بمستوى الاستقرار الذي نعتقده.
فهو يتعرض خلال عمليات الانقسام المتتالية لبعض المشكلات، مثل حدوث الطفرات.
حيث يتم استبدال قاعدة من القواعد التي تتواجد في تسلسل الحمض النووي بأخرى.
أو يتم حذف أو إدراج جزء من الجينوم، أو لا يحدث النسخ بالعدد الصحيح.
أو يكون هناك بعض التباين النوعي في الكروموسوم والذي يمكن أن يحدث في نسبة من البشر دون غيرها ولا يؤثر على وظائف الجسم.
إن كل ذلك يمكن أن يتسبب في حدوث طفرات على المستوى الجيني، وهذه الطفرات يمكن أن تكون ضارة ومسببة للمرض أو تكون نافعة وتمثل ركيزة لتطور الكائن الحي.
وهي فوق ذلك يمكن أن تكون السبب الأهم والأكثر فاعلية في حدوث أمراض الشيخوخة.
فالسمة الرئيسية للشيخوخة هي عدم استقرار الجينوم وعدم قدرة الجسم على إصلاح الأضرار الحادثة فيه.
اقرأ أيضًا: جدري القرود
قصر التيلومير والشيخوخة
لقد تم اكتشاف تأثير الانقسامات المتتالية للمادة الوراثية على التيلومير، حيث أنه يفقد جزء منه في كل عملية إنقسام.
بينما لا يحدث ذلك في الخلايا الجذعية نتيجة لوجود التيلوميراز الذي يمكنه تعويض الخسارة.
ولكن يتم إبطال التيلوميراز في الخلايا الجسدية المتخصصة فلا يتمكن من تعويض هذا النقص.
وعندما لا يتمكن الجسم من صيانة التيلوميرات يصاب بالعديد من أمراض الشيخوخة مثل فقر الدم وأمراض الرئة والكبد.
ولذلك فإن معرفة كيفية حدوث هذا التلف ومنع حدوثه هو السبيل الأمثل لتحقيق حلم البشرية بالشباب الدائم.
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق