الأحد، 12 يناير 2025

نعم، للقلب ذاكرة!

 


قد يبدو هذا الأمر غريباً للوهلة الأولى، حيث نربط الذاكرة عادةً بالدماغ. ولكن، تشير العديد من الدراسات الحديثة إلى أن القلب ليس مجرد مضخة للدم، بل هو عضو معقد للغاية يتمتع بقدرات مذهلة.

قال تعالى: "أَفَلَمْ يَسِيرُوا فِي الْأَرْضِ فَتَكونَ لَهُمْ قُلُوبٌ يَعْقِلُونَ بِهَا أَوْ آذَانٌ يَسْمَعُونَ بِهَا فَإِنَّهَا لا تَعْمَى الْأَبْصَارُ وَلَكنْ تَعْمَى الْقُلُوبُ الَّتِي فِي الصُدورِ" (سورة الحج، الآية 46).

ما هي ذاكرة القلب؟

  • الخلايا العصبية في القلب: يحتوي القلب على حوالي 40 ألف خلية عصبية، وهي أقل بكثير من عدد الخلايا العصبية في الدماغ، ولكنها كافية لبناء شبكة عصبية بسيطة. هذه الشبكة تلعب دوراً هاماً في تنظيم ضربات القلب وتأثيره على الجسم والعقل.
  • التواصل مع الدماغ: يتواصل القلب مع الدماغ باستمرار، حيث يرسل إشارات كهربائية وكيميائية تؤثر على الحالة المزاجية، واتخاذ القرارات، وحتى عملية التعلم والذاكرة.
  • تخزين المشاعر: يُعتقد أن القلب يخزن ذكريات مرتبطة بالمشاعر القوية، مثل الحب والخوف والحزن. هذه الذكريات يمكن أن تؤثر على سلوكنا وردود أفعالنا في المستقبل.

كيف أثبت العلماء وجود ذاكرة في القلب؟

  • زرع القلب: لاحظ بعض الأشخاص الذين خضعوا لعملية زرع قلب أنهم بدأوا يشعرون بمشاعر وأفكار جديدة بعد العملية، وكأنهم ورثوا بعض ذكريات المتبرع بالقلب.
  • تجارب علمية: أظهرت بعض التجارب أن القلب يستجيب للمحفزات العاطفية قبل أن يدرك الدماغ ذلك، مما يشير إلى أن القلب يلعب دوراً هاماً في معالجة المعلومات العاطفية.

 

أهمية اكتشاف ذاكرة القلب

  • فهم أعمق للعواطف: يساعدنا هذا الاكتشاف على فهم أعمق لكيفية تفاعل العقل والقلب، وكيف تؤثر العواطف على صحتنا الجسدية والنفسية.
  • علاج الأمراض: يمكن أن يساعد هذا الاكتشاف في تطوير علاجات جديدة للأمراض المرتبطة بالقلب والعقل، مثل الاكتئاب والقلق.
  • الوعي الذاتي: يمكن أن يساعدنا هذا الاكتشاف على أن نكون أكثر وعياً بمشاعرنا وأفكارنا، وأن نتعلم كيفية إدارة عواطفنا بشكل أفضل.

يقول غابرييل غارسيا ماركيز: 

”ذاكرة القلب تمحو كل الذكريات السيئة، وتضخم الذكريات الطيبة، وإننا بفضل هذه الخدعة نتمكن من تحمل الماضى“

خلاصة:

على الرغم من أننا ما زلنا في بداية الطريق لفهم كامل لآلية عمل ذاكرة القلب، إلا أن الأدلة المتزايدة تشير إلى أن القلب يلعب دوراً هاماً في حياتنا أكثر مما كنا نظن.

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق