الاثنين، 13 نوفمبر 2017

ماذا تعرف عن الغدّة الصنوبرية؟





الغدة الصنوبرية هي غدة صغيرة الحجم تشبه حبة الصنوبر، وتقع في منطقة عميقة من مركز المخ، وأطلق عليها قديما اسم "العين الثالثة" وهذه الغدة تفرز هرمون الميلاتونين والذي يلعب دور هام في تنظيم الساعة البيولوجية للبشر.
وتعد الغدة الصنوبرية ضمن أخر أجزاء المخ التي تم إكتشافها، وكانت محور للعديد من الأساطير والتخمينات حتى أن الفيلسوف الفرنسي رينيه ديكارت قال أن الروح تتمركز في هذه الغدة الصغيرة.

ما هي الغدة الصنوبرية؟

يتكون المخ من نصفين كرويين يتصلان ببعضهما عبر مجموعة من الألياف، وتقع الغدة الصنوبرية في منتصف المخ بين النصفين الكرويين.
تحتوي الغدة الصنوبرية على مجموعة من الخلايا تكون الحوصلة الصنوبرية وهي تقوم بإفراز هرمون الميلاتونين، والخلايا الدبقية وهي نوع من الخلايا المنتشرة في المخ وتعمل على دعم الأعصاب وتقوم بنقل الإشارات من خلية إلى أخرى.

الإيقاع اليومي

تعد الغدة الصنوبرية هي مفتاح ضبط الساعة البيولوجية، حيث أنها تعمل على ضبط الإيقاع اليومي للجسم، والإيقاع اليومي هو ما يعطي للجسم اشارات بالشعور بالتعب والحاجة للنوم وتنبهك يوميا لأوقات النوم والاستيقاظ.
وهذه الوظيفة هي ما يقوم بعملها هرمون الميلاتونين والذي يعتمد انتاجه على كمية الضوء التي يتعرض لها الجسم يوميا.
تفرز الغدة الصنوبرية كمية اكبر من الميلاتونين في الظلام وهو ما يظهر أهمية هذا الهرمون للنوم، والكثير من المستحضرات الطبية التي تستخدم حاليا لتحسين النوم تحتوي على هرمون الميلاتونين.
إلا أن الدراسات الحديثة تظهر أن علاقة الميلاتونين بالنوم هي علاقة أكثر تعقيدا مما كان يعتقد سابقا، وفي تجربة على الفئران تم نزع الغدة الصنوبرية منها وتعرضت لدورات طبيعية من الظلام والضوء، تبين أن النشاط اليومي لها لم يتأثر كثيرا، ويختلف ـاثير الغدة الصنوبرية من كائن إلى أخر.

وظائف أخرى للغدة الصنوبرية

أظهرت أبحاث حديثة أن الغدة الصنوبرية لها تأثير على تمثيل العظام في الجسم حيث أن إفرازها لهرمون الميلاتونين يقل بتقدم العمر، وهو ما يصاحبه ترقق في العظام وخاصة بالنسبة للنساء بعد سن انقطاع الطمث، وأظهرت هذه الأبحاث أن تناول المكملات الغذائية المحتوية على الميلاتونين تفيد في الوقاية من مرض هشاشة العظام.

الصحّة العقلية

يؤثر النوم بشكل كبير على الصحة العقلية حيث أن اضطرابات النوم تؤثر بصورة مباشرة على الصحة العقلية وكذلك بعض الأمراض العقلية تؤثر على النوم.
بعض هذه الأمراض تتأثر بمقدار ما يتعرض له الجسم من الضوء، كما هو الحال في الإكتئاب الموسمي والذي يحدث في الفصول التي يقل فيها الضوء، ويعتقد الباحثون أن هذا النوع من الاكتئاب يحدث بسبب تغير مستوى الميلاتونين في الجسم.
إلا أن دراسات اجريت في عام 2017 أظهرت أن الميلاتونين لا يؤثر على الحالة المزاجية للبشر.

وظائف الغدة النخامية

تبرز الغدة النخامية في منطة الهيبوثلاموس والذي يرتبط بافراز العديد من هرمونات الجسم مثل هرمون النمو، وهرمونات الغدة الدرقية، وأظهرت دراسات سابقة أن الغدة الصنوبرية تؤثر على سلوك الغدة النخامية.
فالميلاتونين قد يؤثر على انتاج الغدة النخامية للهرمونات الجنسية والتي تحفّز انتاج البويضات وتنظم الدورة الشهرية للنساء.

تمثيل المخدرات في الجسم

أظهرت دراسة حديثة أن الميلاتونين يلعب دورا في عملية إدمان بعض انواع المخدرات مثل الكوكايين.

التقدم في العمر

يقل انتاج الميلاتونين مع التقدم في العمر ولا يرجع الخبراء ذلك غلى أنه احد الأمور التي تتأثر بالتقدم في العمر، ولكن لأنه هو نفسه يؤثر على عملية التقدم في العمر.

تحديد الاتجاهات

إن الأشخاص الذين تعرضوا لتلف الغدة الصنوبرية عانوا من عدم القدرة على تحديد الاتجاهات، ما يظهر أن هذه الغدة تلعب دورا هاما في الاحساس بالاتجاه.

مشاكل الغدة الصنوبرية

عندما تتعرض الغدة الصنوبرية للمشكلات فإن ذلك يظهر في صورة بعض الأعراض المرضية على الشخص المصاب، مثل الصداع والغثيان والرغبة في القيء وفقدان الاحساس بالإتجاه، وتغير في مستويات الخصوبة وانتظام الدورة الشهرية، وكذلك الاصابة بترقق العظام كما أنها تؤثر على الصحة العقلية.

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق