حقائق حول البدانة






ترتفع معدلات البدانة بصورة ملحوظة في مختلف أنحاء العالم يوما بعد يوم، وعلى الرغم من أن أسباب إرتفاعها ليست واضحة بشكل كامل إلى الأن، إلا أن اللوم عادة ما يلقى على الجينات الوراثية وما يتركه لنا الأباء والأمهات من ميراث جيني يجعل الجسم قابل لتخزين الدهون بصورة كبيرة.
كما أن البعض يفسر البدانة بتناول أغذية عالية السعرات وفي المقابل عدم بذل مجهود كافي للتخلص من هذه السعرات وهو الأمر الذي يفرضه نمط الحياة العصري المعتمد على الأغذية الغنية بالسعرات، والذي يفتقد للمجهود البدني.

نظرة بحثية
إلا أن التفسيرات السابقة ليست كافية بالنسبة للباحثين إذ أنهم يعملون على إلقاء نظرة أكبر وأكثر عمقا للأسباب التي تؤدي إلى إرتفاع معدلات البدانة في العصر الحديث بشكل يمثل خطورة على الصحة العامة، إذ أن تبسيط الأمور لا يفيد في حل المشكلة.

ولسنا في حاجة لتذكير الناس بأن البدانة تمثل خطرا كبيرا عليهم فهي حقيقة أثبتت نفسها على مر العصور، وبحسب الدراسات فإن معدلات البدانة بين الأطفال قد ارتفعت في وقتنا الحالي عشرة أضعاف  مثيلاتها في عام 1970.

وإليكم بعض الحقائق البحثية الحديثة التي تتعلق بالبدانة قد يفاجئكم بعضها:

1-   الدهون تحتال عليك
 البدانة تجد طرق إحتيالية للوصول إلى جسدك، فبحسب الدكتورة كلوديا بوشارد استاذة الوراثة البشرية بمعامل بننيجتون التابعة لمعهد أبحاث باتون روج الأمريكية، فإن الجسم يمكنه أن يكستب سنويا حوالي كيلوجرامين وهي نسبة بسيطة نسبيا وغير ملحوظة إذا ما قسمتها على 365 يوما،  فيصعب على الناس أن تلاحظ هذه الزيادة في وزنها.
 وتتحكم الكثير من العوامل في قابلية الجسم لاكتساب الوزن وتخزين الدهون، وتتضمن هذه العوامل نمط الحياة والأكل الزائد والأطعمة المفضلة.
إن كل هذه العوامل ترتبط بالعوامل البيئية ولا تعمل منفردة وكذلك بالمجتمع الذي يعيش فيه الفرد.

ولذلك فإن نفس الطعام ونفس المجهود البدني قد يختلف نتيجته باختلاف البيئة التي يعيش فيها الفرد، كما تختلف من شخص لأخر، فالطبيعة تلعب دورا هاما في عملية إكتساب الوزن وكذلك الجينات الوراثية الخاصة بكل شخص والتي تتحكم في 70% من عوامل تحديد الوزن.

2-   البدانة لدى الأطفال
إن ما يعادل 5% من حالات البدانة الشديدة تبدأ في سن الطفولة، ويمكن بالفحص الجيني لهذه الحالات التوصل لمجموعة من الطفرات الجينية يقدر عددها بـ118 طفرة جينية، ويمكن عبر تتبع هذه الطفرات حول العالم معرفة مدى قابلية الأشخاص لاكتاسب الوزن.

وفي تجارب أجريت على الفأران تبين أن الأفراد الذين ظهرت لديهم هذه الطفرات الجينية كانوا أكثر عرضة لاكتساب الوزن حتى ولو لم يأكلوا كميات زائدة من الغذاء.

3-   البدانة ترتبط بعيوب الولادة
ترتفع نسبة البدانة بين السيدات الحوامل لتصل الى اكثر من 50% بالولايات المتحدة الأمريكية، وبحسب دراسة أجريت في مدينة ستوكهولم السويدية واستمرت ما بين عامي 2001 و 2014 وشملت مليون سيدة حامل، وجد أن معدلات الأطفال الذين يولدون بعيوب خلقية ارتفعت نسبيا لدى الأمهات البدينات.

4-   الأم البدينة أطفالها بدناء
بالإضافة إلى ارتفاع نسبة الأطفال المصابين بالعيوب الخلقية لدى الأمهات البدينات، ترتفع نسبة المواليد الأكبر حجما لديهن.

وهذه الزيادة في وزن المولود تجعله عرضة لكسور العظام أثناء الولادة، كما تزيد من احتمالية إصابة الأم بالنزيف وقت الولادة.

فالسيدة البدينة تكون أكثر مقاومة للأنسولين وهو الأمر الذي يزيد من حجم المولود عند الولادة.

5- التحكم في البدانة

إن الأم الحامل التي تلتزم بنظام غذائي صحي يمكنها أن تحافظ على صحة جنينها على المدى الطويل، وبحسب الدراسات الحديثة فإن نوعية البيئة ترتبط بعميلة التمثيل الغذائي وقد تحدث تأثيرات غير رجعية في جينات الجنين وترفع من مخاطر اصابته بالبدانة، ولذلك فإن حماية الأطفال من البدانة تبدأ مع بداية تكونهم في رحم الأم.



تعليقات