الاثنين، 6 نوفمبر 2017

مراهقة لانهائية





من أكثر ما يلفت النظر في تفكير الرجل العربي، هو نظرته المشوهة للمرأة، ولا أعرف هل هذا يرجع إلى نوع التربية التي يتلقاها في المنزل وما يتم ضخه في عقله من أفكار منذ نعومة أظفاره بهذا الشأن، أم أن الأمر يرجع إلى القيود التي تفرضها المجتمعات العربية على العلاقة بين الرجال والنساء فيكوّن كل منهما فكرة أقرب إلى الخيال عن الأخر، أم أن الأمر موروث شرقي، أو مجرد فروق فردية وكنت أنا العثرة الحظ لدرجة أن يكون الغالبية العظمى من الرجال الذين تعاملت معهم في الحياة والواقع الإفتراضي لديهم نفس نوعية التفكير.

أفكار بالية

إن الرجل العربي لديه إعتقاد جازم بأن المرأة إنما خُلقت من أجل خدمته وإسعاده وتوفير الراحة له، وأن كل فعل يبدر منها وكل كلمة تقولها إنما تبغي بها نيل إهتمامه واستدرار كلمات الإعجاب والمديح منه.

إن مثل هذا النوع من التفكير قد يكون محتمل التطبيق على المراهقين والمراهقات في عمر من 14 – 17 على سبيل المثال، أما أن يظل هذا التفكير هو السائد بعد هذا العمر فهنا يبدو الأمر مآساة حقيقية.

ففي عمر المراهقة تبدأ الهرمونات الجنسية في النشاط بشكل كبير ويتغير الجسد يحاول العقل ملاحقة هذه التغيرات والثورات ويتركز تفكير كل جنس على الجنس الأخر، ولكن بعد أن ينضج الشخص عقليا وتستقر هرموناته، وتعركه الحياة فإن مثل هذا النوع من التفكير يبدو ساذجا للغاية وغير مقبول.

لها وليس له

لا أعرف حقا كيف تقنع العربي أن المرأة تمشط شعرها من أجل أن تشعرهي أنه مرتبا وليس ليراه هو مرتبا، وأنها ترتدي الثياب التي تراها هي مناسبة لها، وليس التي عليها إرتدائها لتنال منه تعليق ما، هي لا تقرأ من أجل أن يعجب سعادته بفكرها وثقافتها، ولا تكتب ليستحسن حضرته أفكارها.

أعتقد أن مثل هذا التفكير هو ما يجعل التحرش منتشرا بدرجة كبيرة في مجتمعاتنا، بل أن الكثير من هؤلاء المتحرشين يعتبر أن الضحية هي التي ترغب في ذلك وإلا ما اهتمت بمظهرها!

أنت لست محور الكون

  لا أعرف كيف أصيغها لك لتكون واضحة، ولكن وباختصار .. هي لا تتنفس من أجلك ولكن لأنها إنسان مثلك، لديها عقل وفكر وأحلام وطموحات مثلك، قد يكون جزء من هذه الطموحات هي تكوين أسرة سعيدة وإيجاد الرجل المناسب وهذا لا يعيبها، ولكن ليس كل النساء يفكرن بنفس الطريقة وليس لهن نفس الطموحات، والتفكير بأنك محور كونها والشمس التي تدور هي حولها إنما هو تفكير عقيم عفا عليه الزمان.
 
لقد آن الآوان لتنضج، وإلى أن تفعل .. ستبقى خارج التاريخ والجغرافيا.

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق