الجمعة، 11 مايو 2018

كيف تحمي نفسك من الضغط العصبي والتوتر ؟




يقول الباحثون أن الانسان لديه قابلية عالية على التقاط عدوى الضغوط العصبية من الأخرين، ولحسن الحظ فليس كل الضغوط لها تأثيرا سلبيا عى الصحة، ولكن عليكِ أن تجدي طريقتك الخاصة لتجنب التقاط عدوى الضغط العصبي من المحيطين بكِ لتحظي بالسلام النفسي.

ربما تكوني قد لاحظتِ ذلك بنفسك في الكثير من الأحيان، فإذا كان رئيسك فيا لعمل على سبيل المثال يعاني من الضغط العصبي ويتحدث بأسلوب عنيف، ستجدي أن مزاجك أنتِ أيضا أصبح متعكرا.

كذلك إذا كنتم تتناولون طعام العشاء معا أنتِ وزوجك وأبنائك، وكان زوجك يعاني من الضغوط العصبية، ربما ستلاحظي أن أبنائك يتحدثون معا بنفس طريقته بعد الانتهاء من تناول الطعام.

تعريف الضغط العصبي

يغطي هذا التعريف كل المشاعر السلبية مثل القلق والتوتر والاحباط وكلها مشاعر معدية مثلها مثل الانفلونزا والبرد، وهي تنتقل من شخص لأخر كما ينتقل الفيروس.

كيف ينتشر الضغط العصبي؟

بحسب الدراسات التي اجراها البروفيسور توني بوكانون الاستاذ المساعد بقسم العلوم العصبية بجامعة سانت لويس، والذي اجرى دراسات حول علاقة الضغوط العصبية بالسلوك البشري وشملت الاف الأشخاص، يمكن للضغوط العصبية أن تسبب الكثير من الأضرار وهي تنتقل بالعدوى الى المحيطين.

وفي الدراسة طلب بوكانون من المتطوعين أن يقدموا عروض تقديمية تتضمن مجموعة من العمليات الحسابية المعقدة، وهو ما جعل أغلبهم لا يتمكنوا من تقديم الحسبة الصحيحة وينسون الكلمات المناسبة للتقديم ويصابون بالاحباط، وهو أيضا ما أثر على الحضور ممن كانوا يستمعون اليهم.

إن هذا الأمر ليس غريبا أو مرضيا، ولكن البشر بصفة عامة لديهم قابلية للتأثر بمشاعر الأخرين ممن يعيشون معهم في نفس المحيط.

وهذا الأمر موجود حتى بين الحيوانات فعندما يتعرض فرد من القطيع للتهديد يهب الأخرون اليه لمساعدته، وهو ما يكون الأمر عليه ضمن المجموعات البشرية التي تساند بعضها البعض في الملمات.

قد يكون هذا الأمر ساهم في حماية انسان الكهف حيث يمكن للشخص البعيد عن الخطر أن يلفت نظر احد الحيوانات المفترسة التي كانت على وشك الفتك بشخص أخر عن طريق الصياح والضجيج.

وحتى بعد وصول الانسان للعصر الحديث يمكن أن نستخدم هذه الخاصية في فهم بعضنا البعض بصورة أفضل ومعرفة مشاعر الأخرين تجاهنا وما إذا كانوا اصدقاء أو أعداء.

تجربة أخرى 

أجرت جامعة كولومبيا تجربة أخرى في سبيل توضيح هذا الأمر، حيث قام الباحثون بالجامعة بفحص تلاميذ الفصول الذين يدرس لهم أساتذة يعانون من الضغوط العصبية حيث رصدوا لديهم مستويات مرتفعة من هرمون الكورتيزول والمعروف باسم هرمون التوتر.

والنتيجة النهائية تؤكد ان الاستاذة المتوترون لديهم تلاميذ متوترين أيضا!

تجربة ثالثة 

في جامعة كالجاري أجرى الباحثون تجربة على الفأران حيث عرضوا فأر لمستويات متوسطة من الضوط العصبية، وبعد أن عاد الفأر الى جحره بفترة وجد الباحثون أن شريكته ايضا اصيبت بالتوتر!

كيف تحمي نفسك من الاصابة بعدوى التوتر؟

حتى الأن لا يوجد مصل واقي يمكنه أن يحميك من التقاط عدوى التوتر العصبيكما هو الحال في مصل الانفلوانزا على سبيل المثال، ولذلك فإن الإبقاء على مشاعر صحية أمر يرجع اليكِ شخصيا، وهناك مجموعة من الاستراتيجيات التي قد تساعدك في هذا المجال بحسب نصيحة الخبراء ومنها:

1-   اغلقي الباب أمام المشاعر السلبية

إن الانسان لديه مجموعة من الأعصاب التي تعمل على محاكاة مشاعر الأخرين، وعليكِ أن لا تتركي الفرصة لهذه الأعصاب لممارسة عملها أمام شخص متوتر، استمعي الى الموسيقى أو اقرأي كتاب أو شاهدي برنامج كوميدي ولا تسمحي لنفسك بالانغماس في لمشاعر السلبية.

2-   تنفسي بعض الهواء المنعش

ابتعدي قليلا عن مصدر التوتر فكلما بعدتِ عن الشخص المتوتر كلما قل تأثيره عليكِ، يمكنك الخروج الى أي مكان تتواجد فيه الأشجار والنباتات فالأبحاث تؤكد أن مثل هذه الأماكن يمكنها أن تقلل من ضغط الدم المرتفع ومن التوتر العضلي.

3-   تحدثي الى شخص تثقين به

أظهرت الدراسات الحديثة أن تلقي الدعم من اشخاص موثوق بهم يمكنه أن يقلل من مستويات التوتر ويحسن من الحالة النفسية للانسان.

4-   ابتعدي عن مصدر التوتر

إذا لم تتمكني من الخروج فعلى الأقل توقفي عن الحديث مع الشخص المتوتر واجلسي في غرفة مختلفة وانمسي في نشاط بعيدا عنه يمكنك أيضا مطالعة الانترنت او اختيار صديقة للحديث معها تليفونيا.

5-   تراجعي خطوة الى الوراء على المستوى العقلي

حاولي أن تضعي نفسك في موقع المشاهد وليس المتفاعلولا تتورطي مع الشخص المتوتر بمشاعرك، هذه التقنية قد تنجح في حماية نفسك من الضغط العصبي.

6-   تنفسي بعمق 

لا تنسي أن تتنفسي بعمق فعند الضغوط العصبية يتسارع التنفس، احرصي على ان تتنفسي بعمق وتتابعي تنفسك لداخل والخارج، احرصي على أن تتنفسي 12 مرة على الأكثر في الدقيقة الواحدة فهذا يقلل من استجابة جسمك للضغط العصبي.

7-   ابني جهازك المناعي الخاص ضد الضغط العصبي

عليك البحث بنفسك عن الأشياء التي يمكنها أن تحقق لكِ الاسترخاء وتشحن طاقتك واحرصي على عمل هذه الأمور بشكل دوري.

يمكن أن يكون ذلك ممارسة اليوجا على سبيل المثال أو المشي أو ممارسة الايروبك أو غيرها من الأنشطة، اجعلي هذه الأمور جزء من ممارساتك الحياتية الروتينية.

8-   تطلعي الى الأمام

إذا كنت في موقف متوتر عليكِ التفكير فيما يمكنك عمله فيما بعد حتى لا تنغمسي في لتفكير في الموقف المتوتر، خططي لخروج مع صديقاتك أو لتناول العشاء مع الأسرة، اذهبي الى المنزل واحتضني أطفالك، وطمئني نفسك أن هناك دائما ضوء في أخر النفق.

9-   مارسي الرياضة

إن ممارسة الرياضة اسرع الوسائل للتخلص من الضغوط العصبية فالنشاط البدني يحث الجسم على افراز الاندورفين، وهو المركب الكيميائي الذي الذي يشعرك بالتحسن، كما أنه يخفف من الشعور بالألم.
وحتى لو مارستِ الرياضة لخمسة دقائق يوميا يمكنك الحصول على فوائد جمة من ممارسة الرياضة.

10-    افرغي مشاعرك في الكتابة

أن تحولي مشاعرك الى كلمات أمر يمكن أن يخفف كثيرا من التوتر العصبي ليس عليك أن تكتبي قطعة من الأدب ولكن فقط أن تفرغي مشاعرك، جربي ان تكتبي لعدة دقائق بدون توقف حول مشاعرك وهذا سيساعدك على ترتيب أفكارك وتحسين مشاعرك وانفعالاتك.

ليست كل الضغوط سيئة

عليكِ أيضا ان تضعي في اعتبارك أنه ليست كل الضغوط العصبية سيئة فعلى سبيل المثال اذا كان هناك وقت محدد لتسليم العمل يمكن للضغط العصبي أن يحسن من أداء المجموعة للقيام بالعمل في موعده.

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق