إن علاقتك بأمك
ودرجة قربك منها أمور لها تأثير كبير على علاقتك الخاصة في المستقبل وكذلك على
نظرتك لنفسك وشعورك بقيمتك في الحياة، وكذلك على درجة تحملك ومزاجك الشخصي
والطريقة التي تعبري بها عن غضبك وحس الفكاهة الذي لديك ونظرتك الى الحياة فكلها
أمور تؤثر فيها الأم بدرجة كبيرة.
وإذا كانت بعض
الفتيات محظوظات بأمهن التي تقدم لهن الحب والدعم والتي تتواجد دائما عند الحاجة
اليها، ولا تسبب لهن الضغوط النفسية والعصبية، فهناك الكثيرات من غير المحظوظات
واللاتي لا يحظين بعلاقة رائعة من هذا النوع.
هل من المتأخر اصلاح علاقتك بأمك؟
قد تقول بعض
النساء أنها قد كبرت وأن علاقتها بأمها غير قابلة للاصلاح وأن عليها أن تتركها على
ما هي عليها، ولكن الأمر قد يكون أكثر تعقيدا بكثير من ذلك.
وإن كان الوقت قد
تأخر بالفعل بالنسبة للبعض بسبب وفاة الأم أو بسبب انهن اتخذن قرارا بأن القرب
يعني الكثير من الألم والحزن أو أن هذا القرب قد يسبب لهن الأذى وفي هذه الحالة
عليكِ أن تحاولي اصلاح تأثير هذه العلاقة بداخلك أولا وحتى تشفي من الألم وتشعري
أخيرا بغيابها، أما في الحالات الأخرى فيكون الحل متضمنا وجود الأم في حياة ابنتها
واصلاح علاقتهما بشكل صحي وفعال.
عليكِ أن تتذكري أن الأم هي انسان يخطئ ويصيب مثلك تماما
في السن الصغيرة
يكون للوالدين تأثيرا كبيرا على حياة أطفالهما، فهما بمثابة البطل الذي يكفل لهم
الحماية أو العدو الذي يهدد سلامهم النفسي، قد يكونا بمثابة الرئيس أو الحامي،
ولذلك فإن نظرة الأطفال لهما لا تكون أبدا مثل نظرتهما لغيرهما من الناس.
وفي مرحلة النضوج
يدرك الأبناء أن والديهما هما مجرد أشخاص عاديين مثل غيرهما فهما يصيبان ويخفقان
كغيرهما من الناس، وقد يتمكن البعض من استخدام الأدوات التي لديه في حياته بصورة
ذكية ويحقق منها الاستفادة المرجوة وقد يخفق البعض في ذلك ويفوت على نفسه الكثير
من الفرص.
وفي بعض الأحيان
يحاول الأبناء تجنب أخطاء أبائهم، فإذا كانا يفتقدان للعطف والحب، يغدق الأبناء
على اولادهم في المستقبل الكثير من العطف والحب.
خطأ الاحالة الأساسي
هذا الخطأ هو ما
تقوم به بعض الشخصيات بتبرير الأخطاء التي تقع فيها واعتبارها ناتجة عن ظروف
قاهرة، وفي المقابل عدم قبول أي مبررات لنفس هذه الأخطاء اذا ما وقعت من الأخرين
واعتبارها عيوب في شخصياتهم.
فعلى سبيل المثال
اذا ما تأخر هذا الشخص عن موعد يبرر ذلك بالازدحام المروري ولا يقبل بتوجيه اللوم
له على هذا التأخير وفي المقابل اذا ما تأخر عليه أحد الأشخاص فسيرجع ذلك الى
اهماله أو الى انه شخص أناني لا يهمه غير نفسه.
إن مثل هذا الأمر
قد يحدث في العلاقة بين الأم وابنتها حيث لا تقبل الابنة بأي مبررات لأفعال الأم
بينما قد تجد الابنة لنفسها العذر اذا ما فعلت شيئا مماثلا.
وقد تجد الابنة
نفسها في نفس موقف الأم عندما ترزق بإبنة حيث تجد أن هناك مساحة من سوء الفهم أو
عدم القدرة على توفير الراحة لابنتها بالقدر الذي كانت ترغب فيه وهو ما قد يجعلها
تلتمس بعض العذر لأمها.
عندما تصبحي أما سيغير ذلك الكثير من مفاهيمك
فهذا الابن بعد أن
رزق بطفل جعله يسهر الليالي بسبب بكاءه وحاجته للرعاية، يسأل أمه ضاحكا كيف تحملتي
مني كل ذلك في الصغر ولم تلقي بي من الشباك!
عندما يرزق
الانسان بأطفال سيغير ذلك من نظرته لوالديه ويجعله أكثر تفهما لمواقفهما في
الحياة.
معالجة رواسب الماضي
إذا كانت الفرصة
قد فاتت للحديث مع أمك لأي سبب كان، ولم يعد بامكانك أن تسأليها لماذا تصرفت بهذه
الطريقة أو لماذا فعلت هذا الأمر، عليكِ اللجوء الى من يعاونك على تجاوز جراح
الماضي مثل المدرب الشخصي أو الاختصاصي النفسي وهو الذي يمكنه أن يرشدك الى
الطريقة التي يمكن عبرها تجاوز هذه المشكلة وعلاج ما بداخلك من ألم.
فأنت في حاجة الى
من يشعرك بأنك شخص مقبول بكل ما فيك من مزايا وعيوب ويعيد اليك ثقتك بنفسك وبقيمتك
الشخصية.
عندما تعالجي
مشاكلك مع أمك فأنت لا تحلي مشاكلك مع شخص بعينه بل أنت تحسني من قدراتك على عمل
علاقات صحية مع الأخرين ممن هم حولك من الأصدقاء والأبناء والزوج وحتى مع نفسك.
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق