الأربعاء، 3 أبريل 2019

اختبار لتشخيص الاكتئاب ثنائي القطب





تمكن فريق طبي من مستشفى جامعة بوليكلينيك في ميلان الايطالية من اكتشاف دلالات حيوية يمكن بواسطتها التعرف على مرض الاكتئاب ثنائي القطب، سوءا الذي يترافق باعراض ذهانية أو الغير مترافق بمثل هذه الأعراض.
وتم نشر هذا البحث الجديد في دورية الاكتئاب ثنائي القطب حيث جاء فيه ان دماغ المصابين بالاكتئاب ثنائي القطب من نوعيه المصحوب باعراض ذهانية والغير مصحوب باعراض ذهانية يقومون بعملية ايض الجلوكوز بطريقة مختلفة عمن لا يعانون من مثل هذا المرض.

اختبار حيوي

ان الاختبارات الحيوية تستخدم في تشخيص الكثير من الأمراض الفسيولوجية الا أن مثل هذه الاختبارات غير شائعة في تشخيص الأمراض العقلية، وهو ما لم يمنع الباحثين من تجربتها في هذه الحالة.
وعمل الباحثون على ايجاد بعض التفاعلات الحيوية التي ترتبط بالاصابة بالامراض العقلية وتمكن الباحثون الايطاليون من اكتشاف اول اختبار من هذا النوع يمكن ان يمثل علامة على وجود مرض الاكتئاب ثنائي القطب والذي يتم تشخيصه عادة بالفحوصات السريرية، وهو ما يبشر بامكانية ايجاد اختبارات مماثلة في القريب العاجل للعديد من الامراض العقلية والاضطرابات الاخرى.
وبدون هذا النوع من الاختبارات يعاني الكثير من المتخصصين في مجال الطب النفسي من عدم القدرة على تحديد المرض العقلي حيث يعتمدون في هذه الحالة على تقييمهم الشخصي للأعراض التي يعاني منها المريض، ثم يقومون بعلاج المريض بناء على هذا التشخيص.

ما هي الدلالات البيولوجية؟

الدلالات البيولوجية هي جزء من العلامات الطبية والتي يمكن من خلالها متابعة وملاحظة احدى الظواهر التي تحدث بالجسم.
وهناك بعض العلامات المعروفة بصورة كبيرة بين الناس ومنها على سبيل المثال الطفح الجلدي والتورم والشحوب وهي علامات يمكن لاي شخص حتى ولو لم يكن متخصص ملاحظتها.
وعلى الجانب الاخر يمكن أن يعاني المريض من الم شديد في الساق دون ان يعاني من التورم أو الطفح او الاحمرار وبذلك يكون السبيل الوحيد للتعرف على المشكلة التي يعاني منها المريض هي وجود الأعراض التي يحسها المريض اي الألم.
اما الدلالات الحيوية فهي امر مختلف وبحسب تعريف المركز الوطني للصحة والذي وضع في عام 2001 فإن الدلالات الحيوية هي كواشف يمكن من خلالها التعرف على السير الطبيعي للعمليات الحيوية في الجسم كما يمكن منها التعرف ايضا على الخلل في مثل هذه العمليات الحيوية وكذلك الكشف عن تأثير الأدوية على العمليات الحيوية بالجسم، ومن ضمن هذه الفحوصات على سبيل المثال فحص الماموجرام الذي يمكن من خلالها الكشف عن سرطان الثدي وفحص السكر الصائم في بلازما الدم والذي يتم من خلالها الكشف عن وجود مرض السكر.
وبدون الدلالات الحيوية يكون من الصعب تشخيص الكثير من الأمراض بشكل دقيق.

الدلالات الحيوية والأمراض العقلية

ان الدلالات الحيوية هي علامات تعطي الطبيب صورة اكثر دقة عما يحدث بجسم المريض مقارنة بالاكتفاء بتقييم الأعراض وهو امر حقيقي تماما ايضا فيما يخص الامراض العقلية.
ففي بعض الحالات يعاني المريض من الانكار ولا يرغب في مشاركة اعراضه مع الاخرين حتى لا يشعر بالحرج او لاسباب اخرى.
وعلى سبيل المثال مريض الفصام الذي لا يعاني من اعراض ذهانية أو اوهام اضطهادية قد يكون كذلك أو انه لا يخبر الأخرين بما يعاني منه من اعراض وفي مثل هذه الحالات يكون الاختبار الحيوي مناسبا لتشخيص المرض بشكل افضل وعلاجه.
فالاعراض قد يتم اهمالها أو اغفالها أو عدم ملاحظتها ان الاختبار الحيوي فيكون اكثر دقة.

ما الذي وجده الباحثون في ميلانو؟

استخدموا الفلورو ديؤكسي جلوكوز وهو مركب اثري يسمح للباحثين بدراسة طريقة تعامل الجسم مع الجلوكوز في الدماغ وتم الكشف عن هذا المركب بواسطة انبعاثات البوزيترونات في فحص التيمبوجرافي.
ووجد الباحثون أن هذا الفحص تختلف نتيجته من الشخص الطبيعي الى الشخص المصاب بالاكتئاب ثنائي القطب المصحوب والغير مصحوب باعراض ذهانية.
كما وجدوا ان هناك ظواهر ترتبط باحد الأمراض العقلية على الأقل يمكن رصدها بالدماغ، وهو ما يبقى الباب مفتوحا على احتمال ايجاد اختبارات مماثلة للامراض العقلية الأخرى.
ان مثل هذه الاختبارات لا يشير فقط الى وجود مرض عقلي ولكنها أيضا تتعرف على الخلل الكيميائي العصبي الذي يمكن ان يكون السبب في حدوث المشكلة وهو ما يشكل طفرة كبيرة في علاج هذه الأمراض.

المراجع


ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق