ان القلق والاكتئاب يمكن أن يكونا من العوامل
الايجابية في حياتك اذ انهما يدفعاك الى احداث بعض التغيرات التي تساعد على تقدمك
وتطورك.
فالانسان قد توارث الشعور بالقلق حتى يتمكن
من الاحتياط لنفسه بعدم اتخاذ اي قرارات متهورة في المواقف التي تسبب التوتر،
ولذلك يكون القدر المناسب من القلق امرا جيدا بعكس الاعتقاد السائد.
الشعور بالاكتئاب ايضا متوارث
يتوارث الانسان كذلك الشعور بالاكتئاب في
مواقف محددة وخاصة في حالة لم يتم تقدير جهودنا على النحو اللائق، فالانسان سيشعر
بالاكتئاب اذا لم يجد العائد الذي يرغب فيه في مقابل ما يقوم به من جهد وهو ايضا
ما اظهرته التجارب التي يتم عملها على الحيوانات.
ما هي مشكلة استخدام أدوية علاج الاكتئاب والقلق؟
ان هذه الأدوية تعطيك شعورا خادعا بأن كل شئ
على ما يرام حيث يجد الانسان نفسه غير قلق حول بعض الأمور التي يجب ان يشعر تجاهها
بالقلق وبعد تناولها بفترة قد تقع العواقب التي قد اشعرتك بدون هذه الأدوية بالقلق
مثل فقدان الوظيفة على سبيل المثال.
التوازن البيئي القديم
احد الامثلة الصارخة التي يمكن بها تبين
تأثير القلق على التوازن في الحياة مشكلة اضطرابات التغذية والتي لم تكن موجودة في
العالم القديم نتيجة لخوف الانسان من التعرض للجوع نتيجة لنقص الموارد من حوله، حيث
يشعر الانسان بالقلق حيال الثروة الحيوانية والمحاصيل النباتية، ما يضطره لتربيتها
أو العمل في الزراعة أو الصيد بعكس الحال اليوم حيث تتوافر الأغذية في المتاجر دون
الحاجة لأن يعمل كل الناس في انتاجها.
هذا
بالاضافة الى أن الكثير من النباتات والحيوانات اليوم تحمل اجسادها السموم الضارة
بالجسم نتيجة لانتشار التلوث، وهذا عكس ما كان يحدث قديما حيث كان الكوكب يقل فيه
استخدام السكريات وكانت لحوم الحيوانات جيدة وقليلة الدهون والتلوث في ادنى
مستوياته.
ومع التطور الذي حدث في العصر الحديث اصبح
العالم يميل الى تناول الأغذية العالية السعرات مثل الموز والأفوكادو كما ان الحيوانات
اصبحت تحمل نسب عالية من الدهون، وفوق ذلك فإن الغالبية العظمى من الناس لم تعد في
حاجة لممارسة مهن يمكنهم من خلالها حرق السعرات مثل ممارسة الزراعة أو صيد
الحيوانات ولكن اصبح الانسان يشبع رغباته في تناول السكريات وغيرها من الأغذية عبر
اتجاهه الى اقرب متجر وشراء ما يحتاج اليه من طعام.
والنتيجة ان العالم كان قديما يقل فيه نسب
الاصابة بامراض السكر والبدانة وارتفاع ضغط الدم وامراض القلب والشرايين التاجية
وذلك لان البيئة مصممة ليعمل الانسان على الحصول على غذاءه بالحركة اليومية ما
يجعله يحقق التوازن بين ما يكتسبه من سعرات حرارية من خلال الغذاء وما يفقده من
سعرات.
ولذلك فإن تناول كميات من البيتزا والفادج
يمكنها أن تؤثر على الجسم وترفع من معدلات البدانة واضطرابات التغذية مثل
البوليميا وهو ما نراه في العالم الحديث بعكس الزمن القديم.
مثال اخر
ان الانسان لا يمكنه أن يحقق اهدافه كافة ولا
يمكن ان يفعل ذلك اي كائن اخر فالوقت الذي يستهلكه الكائن الحي لبناء عشه وايجاد
رفيقه يمكن ان يؤثر على الوقت المخصص للبحث عن الغذاء والاعتناء بأمور اخرى، وكذلك
الوقت الذي يقضيه الكائن في الاختباء من المفترسات خلال بحثه عن غذاءه.
ولذلك فإن الشعور بالاحباط او القلق أو حتى
الاكتئاب هي امور لها اصل في التطور الانساني ويمكن أن تكون مفيدة له في بعض
الاحيان اذا كانت مقننة وبدرجة غير مفرطة.
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق