انتشرت بصورة كبيرة في الأونة الأخيرة مشكلة
التنمر وخاصة بين طلاب المدارس وهو ما يتسبب في ضرر نفسي كبير لضحايا هذا النوع من
الايذاء ويستدعي ايجاد الحلول للتخلص من المشكلة
فحصول الشخص الذي يتعرض للتنمر على الدعم
والتعاطف وتفهم نفسية المتنمر وعلاج ما لديه من افتقار للمهارات الاجتماعية من
الأمور الهامة للتخلص من جذور هذه المشكلة، وهي أحد أهم السبل العملية لايقاف ما
يتعرض له الضحية من ايذاء وانتهاك.
عقوبات اصبحت تفرضها بعض المدارس على المتنمرين
تستخدم بعض المدارس العقوبات المعتمدة في
تأديب المتنمرين مثل الاحتجاز بعد ساعات الدراسة او تعليق الدراسة لهم او حتى
طردهم من المدرسة، الا ان ذلك ليس كافيا وحده في حل المشكلة اذ على المتنمر أن
يتعلم ان ما يقوم به هو سلوك سيء ومرفوض وأن له عوائد غير مرغوب فيها، فالعقوبات
وحدها لا تكفي لاقناعه بذلك حيث انه يعاود ممارسة التنمر بعد قضاء العقوبة المخصصة
له.
اراء الخبراء
يقول الخبراء ان الأشخاص العنيفين والذين
يتعاملون بخشونة مع اقرانهم انما يفتقرون للقدرات الاجتماعية ولذلك يكون التنمر
وسيلتهم للفت الانتباه واكتساب بعض الصداقات من الذين يريدون الاحتماء بهم، باحداث
الأذى بالغير.
ويكون عقاب هؤلاء الأشخاص غير كافيا لايقافهم
عن ممارسة التنمر اذ انه لا يعلمهم المهارات الاجتماعية الطبيعية اللازمة لاكتساب
الاصدقاء.
ولذلك يعتبر الخبراء ان المتنمر قد يكون في
حاجة للمساعدة لاكسابه المهارات الاجتماعية اذا ما كان يمارس التنمر بسبب افتقاره
لهذه المهارات وليس لافتقاره الى الرغبة في الالتزام بالسلوك القويم.
ولذلك ينصح بعض الخبراء بالتعامل مع المتنمر
من هذا النوع بشيء من التفهم لمساعدته على التخلص من المشكلة وحماية الأخرين من
التعرض للاذى في حالة استمر في سلوكه المرفوض.
لماذا لا يساعد الأخرون ضحايا التنمر؟
التقليد
عندما يتعرض احد المراهقين في المدرسة للتنمر
فإن باقي زملاءه عادة ما لا يرغبون في التدخل في المشكلة او الابلاغ عنها ويرجع
ذلك بحسب الباحثين الى أن المراهقين يميلون الى اتباع السبل المريحة فالمراهق يرفض
ان يكون شاذا او غريبا بالنسبة لمحيطه ولذلك هم يتشبهون بزملائهم ويفعلون مثلهم
سواء كان هذا الفعل تدخين السجائر على سبيل المثال أو التنمر على احد الأشخاص
فطالما أن الكل يفعل ذلك فلا بأس من أن اقوم انا ايضا بفعل ذلك.
تجنب المسؤولية
يعتبر الخبراء ان القاء المسؤولية على أخرين
احد الأسباب التي يتجنب بواسطتها الأخرين مساعدة الشخص الذي يتعرض للتنمر، وكلما
كانت المجموعة التي تمارس التنمر اقوى واكبر كلما تجنب الاخرين التدخل في الموضوع
واثروا السلامة واعتبروا ان المسؤولية تقع على عاتق اشخاص غيرهم.
تعريف التنمر
السبب الثالث ان البعض ينظر الى الأمر من
منظور نسبي حيث لا يعتبر ان الفعل الذي يراه يندرج تحت قائمة التنمر ويعلق
بتعليقات من نوع "انه مازال حيا ولذلك فالأمر ليس سيئا للغاية" أو
"لقد تعرضت لأمور مشابهة من قبل" أو "اننا نمزح" أو "لقد
فعل هذا الشخص شئ اثار غضبي من قبل".
الانكار
وهنا يقول الشخص لنفسه هذا الفعل سيء للغاية
لدرجة أنه يبدو غير حقيقيا، وهو ما يشعر به الكثير من الأباء والامهات عندما يشتكي
احد من اقدامهم على فعل شيء سيء للغاية للأخرين فالاعتقاد السائد هو ان المتنمر
شخص سيء طوال الوقت ولكن هذا غير حقيقيا.
فبعض الاشخاص يتحول الى متنمر اذا ما قام
اصدقائه بفعل ذلك بينما يتصرف بصورة طبيعية في باقي الاوقات. وعادة ما ينكر الاباء
والأمهات ان اولادهم يمكنهم ان يقدموا على فعل امور مماثلة بزملائهم الا ان
الاولاد قد يقوموا في وقت ما باختيار سيء تحت الضغوط الاجتماعية.
ولذلك لا يجب على الاباء والامهات محو اخطاء
ابنائهم أو تبريرها أو تصغيرها وانما عليهم فهم اسبابها وتأثير الأخرين عليهم،
وعليهم ان يفهموا ان لأولادهم القدرة على احداث الأذى بالأخرين ويتفهموا مشاعر
الأشخاص الذين تعرضوا للأذى، وأنهم يمتلكون السلطة لايقاف هذا الفعل.
عندما يقوم الابناء بايذاء احد زملائهم فعلى
الأباء والأمهات تعليمهم كيفية التعامل مع الأخرين بصورة افضل وعليهم أن يعلموهم
الاعتذار وأن ياخذوا عليهم العهود بانتهاج سلوك جيد في المرات القادمة.
المراجع
https://www.psychologytoday.com/us/blog/growing-friendships/201410/why-kids-often-don-t-speak-against-bullying
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق