الثلاثاء، 30 مارس 2021

الكذب وكيفية استخدام السرد القصصي المتقن كوسيلة للإقناع

 




يأخذ الكذب العديد من الصور والأشكال في الزمن المعاصر، فهو تارة لسان حال السياسيين الذين يعدون فيخلفون، وهو تارة أخرى وسيلة لتجميل سلعة وجعل الإقبال عليها كبيرًا، وهو وسيلة البعض للترقي ونيل مكاسب على حساب غيرهم من الصادقين الذين يرفضون استخدام الأساليب الملتوية لنيل ترقية أو الحصول على مكاسب.

والكاذب يطور أساليبه لتكون أكثر إقناعًا وخاصة إذا ما كان الكذب عاملًا أساسيًا في عمله، كما هو الحال في لغة الدبلوماسيين التي يمكنها أن تجمّل حتى المذابح الجماعية وجرائم الحرب وتجعل الضحية جانيًا والجاني ضحية، وهي تتطلب الكثير من التدريب ليتقنها الإنسان فتصبح جزءً لا يتجزأ من تكوينه الشخصي.

ومن أساليب الكذب الأكثر إقناعًا "السرد القصصي" حيث ينال الكاذب تعاطف من يقرأون قصته بما يضيفه إليها من أحداث مثيرة تحرّك مشاعرهم، وقد انتشر هذا النوع من الكذب المجوّد على شبكات التواصل الاجتماعي، وأصبح يجذب نسبة لا بأس بها من المتابعين بل أن هؤلاء قد يتعاطفون بشدة مع الكاذب ويمدون إليه يد العون ليتمادى في كذبه.

ويمكن استخدام السرد القصصي في الترويج للسلع فتقوم بخلق مشكلة لا يحلها إلا المنتج الذي تقوم بالترويج له، وهذه الوسيلة أصبحت أكثر إقناعًا للجمهور الذي يجد في هذا النوع من الدعاية تسلية ودعابة وربما موقف تعرّض له شخصيًا.

ومهما كان الدافع للكذب أو درجة إجادة الكاذب له، يمكن للإنسان الفطن الواعي أن يفرّق بين الكذب والحقيقة، أو على الأقل يتعلّم من أخطاءه فلا يصبح ضحية سهلة للكاذبين.

السبت، 27 مارس 2021

كيف يؤثر القلق على صحتك الجسدية؟


 


القلق أحد الأمور التي تصاحب الإنسان خلال مراحل حياته، ولا يوجد إنسان لم يعاني من القلق بسبب مشاكل الحياة اليومية، ولكن عندما يصبح القلق ملازمًا للإنسان ويؤثر على قدرته على الحكم على الأمور وعلى عمله وعلى حياته اليومية يصبح التدخل أمرًا ضروريًا لإنهاء هذه الدائرة المؤلمة التي تقضي ببطء على سعادة الإنسان وعلى قدراته النفسية والجسدية.

وإليكم بعض التأثيرات الضارة التي يمكن أن يحدثها القلق المزمن على أجهزة الجسم المختلفة:

الجهاز العصبي

يتسبب القلق في تحفيز الخلايا العصبية على انتاج هرمونات التوتر والتي ترفع من معدل ضربات القلق وعدد مرات التنفس، وترفع من مستويات السكر بالدم وتدفع بكميات أكبر من الدماء تجاه الأطراف، وتكرار ذلك على المدى البعيد يضر بصحة القلب والأوعية الدموية وبالعضلات.

العضلات

يتسبب القلق في حدوث توتر وشد عضلي بالرقبة والكتفين وهو ما يتسبب في الإصابة بالشقيقة والصداع الناتج عن التوتر العضلي.

ويمكن للتدليك أن يساعد على علاج هذه المشكلة وكذلك التنفس العميق وممارسة اليوجا.

التنفس

التوتر يدفعك للتنفس بمعدل أعلى من المعتاد، وعلى الرغم من أن ذلك لا يبدو مشكلة كبيرة لدى الغالبية العظمى من الناس، إلا أن البعض ممن يعانون من الربو أو الحساسية الصدرية يمكن أن يسبب لهم ذلك مشكلة خطيرة.

القلب والأوعية الدموية

يتسبب التوتر في انتاج هرمونات التوتر التي ترفع من ضغط الدم وتزيد من ضربات القلب وتدفع بكميات كبيرة من الدماء إلى الساقين والذراعين، ويمكن أن يؤدي تكرار ذلك إلى التهاب جدر الأوعية الدموية ما يجعلها تتصلب وقد يصل الأمر للتعرض للإصابة بالجلطات الدموية والذبحة الصدرية أو السكتة الدماغية.

التوتر يرفع أيضا من معدل تراكم الكوليستيرول بالدم ويزيد من العبيء الواقع على القلب.

مرض السكر

عندما يشعر الإنسان بالتوتر يدفع الجسم بالسكر إلى الدم وذلك لتحصل الخلايا على المزيد من الوقود اللازم لعملها، فيهرب الإنسان من الخطر على سبيل المثال بالجري، أما إذا لم يستخدم الجسم هذا السكر فإنه يعود ويخزن بالجسم وحتى الحاجة إليه، ولكن عندما يكون الإنسان مصابًا بالبدانة أو بمرض السكر يبقى السكر مرتفعًا بالدم لفترات طويلة، وقد ينتج عن ذلك الإصابة بأمراض القلب أو الكلى أو غيرها من المشكلات الصحية.

المناعة

يمكن للقلق أن يؤثر على قدرة الإنسان على مقاومة الأمراض المعدية، فهو يثبط من عمل جهاز المناعة، ولذلك يلاحظ الكثير من الناس عند تعرضهم للقلق أو الاكتئاب أنهم يصابون بسهولة بالبرد أو الإنفلونزا أو الهيربس.

المعدة

يتسبب القلق في شعور الإنسان بما يعرف برفيف المعدة الناتج عن حدوث تقلصات بعضلات المعدة، وهي حالة قد تسبب القيء، ما يرفع من مخاطر الإصابة بالحموضة أو القرحة.

والقلق يزيد من إفراز حمض المعدة، وخاصة إذا كان الإنسان يأكل طعامًا عالي في محتواه من الدهون، أو يأكل كميات كبيرة من الطعام، ما يزيد من العبيء الملقي على المعدة لهضم هذا الطعام.

اضطرابات الأمعاء

يتسبب القلق في اضطرابات معوية فيعاني الإنسان من الإسهال أو الإمساك، ويمكن علاج ذلك بتناول غذاءً صحيًا وممارسة الرياضة وتناول الأدوية التي تحسن من حركة الأمعاء.

الصحة الجنسية

يؤثر القلق على الرغبة الجنسية ويقلل من انتاج هرمون التستوستيرون لدى الرجال وهو ما يؤثر على عدد الحيوانات المنويةـ وبالنسبة للنساء اللاتي يعانين من انقطاع الطمث يمكن أن يزيد من معدل حدوث الهبات الساخنة ويسبب اضطرابات النوم.

الأربعاء، 24 مارس 2021

انتصار الخير .. كذبة يروج لها الأشرار

 



أجدني هذه الأيام أردد قول شاعرنا الرائع أحمد فؤاد نجم: "مناعة أرزاق جلابة أرزاء يا سخامة يا لطامة ياللى اسمك أخلاق".

فعلى ما يبدو أن الشر دائمًأ ينتصر، والتخلي عن الأخلاق والقيم هما وسيلتا الفوز والتقدم في الحياة، وحتى أن قابيل الشرير قتل هابيل الطيب، ولم تدافع عنه السماء أو تحمي حياته وتكافيء تضحياته وما قدمه من أعمال خيرة.

إن أدوات الشر قوية وهو يمتلك كل الإمكانيات والوسائل ولا يقف عند خطوط حمراء، ولذلك لم يسجل التاريخ في أي وقت من الأوقات أن الخير انتصر وعلا، أو أن المظلوم تمكن من التفوق على الظالم، أو أن العدالة عرفت طريقها إلى هذه الأرض المنكوبة بمخلوق هو الأكثر شرا وقدرة على إحداث الضرر والتسبب في خراب واسع لكل ما حوله.

إن شر هذا المخلوق يمكن أن يصيبه هو نفسه ولكنه لا يأبه بذلك فما يعتمل بداخله من شرور هو أقوى من اي تفكير عقلاني أو سليم.

الشر يستخدم أقذر الوسائل في التحكم والهيمنة، بداية من الأسلحة النووية والكيماوية والبيولوجية، مرورًا باستنفاد الموارد، ونشر الفقر والجهل والكراهية، وصولًا إلى الكذب والتدليس ونشر الفساد وإحداث الوقيعة بين الناس، وهو يستغل أي ورقة من أجل تحقيق أهدافه، ولو كانت هذه الورقة تبدو في صالح الخير، وسرعان ما تظهر نواياه، ويتبين أن هذا الخير لم يكن إلا نوعًا من الابتزاز أو أحد الوسائل التي يحتاجها الشر لتحقيق أهدافه وامتلاك أسباب القوة.

إن الشر لا ينهزم، اللهم إلا بشر أشد منه قوة وأكثر تدميرًا، لذلك تنحدر الأخلاق، وتنتحر المثل العليا في كل يوم، وتبقى حبيسة الكتب، فالشرير لا يحب أن يدرك أحد أن الخير لا يرد حقًا ولا يسمن ولا يغني من جوع، فلو أصبح كل الناس أشرار ولو لم يمتثل الجميع للقوانين ولو لم يتوقف أحد عند خطوط حمراء لأصبح الشر في أزمة حقيقية. لأن قوة الشرير تتمثل في التخلي عن كافة الفضائل. فلو اصبح الجميع كاذبًا حقيرًا قاتلًا سارقًا خائنًا لبارت سلعته.