هل التمرينات الرياضية تقوي مناعة الجسم ؟

 



يتسائل الكثير من الناس عمّا إذا كانت التمرينات الرياضية تقوي مناعة الجسم وخاصة في ظل انتشار فيروس كورونا وغيره من الأمراض المعدية، حيث تبقى دائمًا الوقاية خير من العلاج، وحماية الجسم وتقويته ضد خطر العدوى هو التصرف الأمثل للحفاظ على صحتّك.

ولقد أظهرت الكثير من الدراسات الحديثة أن ممارسة الرياضة يمكنها بالفعل أن تعزز من استجابة الجهاز المناعي بالجسم وتقلل من مخاطر العدوى والإصابة بالالتهابات، وهي أيضًا مفيدة للياقتك البدنية وصحتك العقلية، ولذلك إذا أردت أن تتجنب الإصابة بالعدوى فعليك أن تحرص على ممارسة الرياضة بانتظام جنببًا إلى جنب مع غسيل اليدين وإجراءات الوقاية الأخرى.

كيف تقوي التمرينات الرياضية مناعة الجسم ؟



إن التمرينات الرياضية ترفع من معدلات تدفق الدم إلى الأنسجة، وهذا الدم يكون محملًا بالأجسام المضادة للعدوى الفيروسية والبكتيرية، إضافة إلى خلايا الدم البيضاء المسؤولة عن قتل البكتريا والفيروسات المسببة للعدوى.

دراسة عن تأثير ممارسة الرياضة على مناعة الجسم

نشرت دورية الطب الرياضي عام 2011 م دراسة أظهرت فيها أن الأشخاص الذين مارسوا الرياضة بانتظام وخاصة تمرينات الإيروبكس خمسة أيام إسبوعيًا لمدة 12 إسبوعًا، تمكنوا من تقليل مشكلات التهابات الجهاز التنفسي العلوي لديهم مثل الزكام والبرد والنزلات الشعبية بنسبة تزيد عن 40% مقارنة بمن لا يمارسون الرياضة.

وللإبقاء على هذا التأثير مستمرًا عليك أن تحرص على أداء التمرينات الرياضية نصف ساعة يوميًا على الأقل، فالتمرينات الرياضية بمثابة واجب منزلي عليك أن تقوم به للسماح للجهاز المناعي بمراقبة الجسم بشكل أفضل واكتشاف مخابيء البكتريا والفيروسات والقضاء عليها بصورة دورية وقبل أن تتكاثر وتستفحل المشكلة.

وفي دراسة أخرى نشرتها الجمعية الأمريكية لطب الشيخوخة في عام 2004 م تبين أن الأشخاص الذين يمارسون الرياضة بانتظام قلت لديهم مستويات دلالات الالتهابات في الدم، ويقول الأطباء أن تقليل الالتهابات يمكنه أن يعزز من أداء جهاز المناعة، فالإلتهابات المزمنة تؤثر سلبًا على الجسم وتجعله في حالة استنفار مستمرة ويعاني من الخلل والضعف.

أفضل تمرينات رياضية تقوي مناعة الجسم



تعتبر أغلب الدراسات التي تربط بين ممارسة التمرينات الرياضية وتقوية جهاز المناعة أن تمرينات الإيروبكس مثل الجري وركوب الدراجات الهوائية والمشي من أفضل أنواع التمرينات التي تساعدك في حماية نفسك من العدوى المرضية.

ولأغلب الناس يمكن بالجري مدة 15 دقيقة يوميًا لتحفيز عمل خلايا المناعة فالجري يزيد من تشبع الدم بالأكسجين ويزيد بدرجة كبيرة من دقات القلب ومن تدفق الدم تبعًا لذلك.

والأمر لا يقتصر فقط على الوقاية من العدوى الميكروبية، ولكنه يمتد أيضًا لتحسين مشكلات الإصابة بالأمراض المناعية مثل التهابات المفاصل وغيرها من المشكلات الصحية.

التمرينات المتقطعة عالية الكثافة أيضًا من التمرينات الموصى بها من أجل تعزيز عمل جهاز المناعة بالجسم، وهذا النوع من التمرينات هو عبارة عن تمرينات متناوبة يتم عمل كل واحد منها لفترة قصيرة قبل الشروع في عمل التمرين الثاني، حيث يبذل الجسم مجهودًا كبيرًا للغاية خلال فترة قصيرة ما يجعل الجسم في حاجة للأكسجين بكميات كبيرة تفوق تلك التي اعتاد عليها، ويلي ذلك فترة استراحة قصيرة جدًا، ثم يعاود اللاعب ممارسة تمرين جديد.

تمرينات القوة مثل رفع الأثقال هي أيضًا تساعد جهاز المناعة على أداء وظائفه بكفاءة عالية، مع التأكيد على أن تكون هذه التمرينات متوسطة الشدة، حتى لا يتم توجيه طاقة الجسم لإصلاح العضلات التالفة بدلًا من تقوية المناعة وحماية الجسم من الأمراض.

هل الإفراط في ممارسة الرياضة يعطّل عمل جهاز المناعة بالجسم؟

إن الضغط على الجسم بممارسة ما لا يطيقة من التمرينات الرياضية يمكن أن يكون له تأثيرات سلبية على مناعة الجسم فكما هو الحال في كل أمور الحياة يجب أن تتجنب التفريط والإفراط للحصول على أفضل النتائج.

فإذا كنت تجري لمسافات طويلة لأوقات طويلة وحتى تشعر بالألم، أو تمارس السباحة وحتى تتسبب لك في حالة من الإجهاد الشديد والتوتر، فقد يتسبب ذلك في خفض مستويات أداء الجهاز المناعي ويأتي بنتائج عكسية.

 

 

 

تعليقات