الخميس، 27 يونيو 2024

الهستريا وبضع الفص أساليب قديمة وأدوات حديثة

 


يتباهي العالم المعاصر بمساندته للنساء ودعمه للنساء وتمكينه للنساء، ولكن هل هذا حقيقيًا بالفعل؟

إن كل الأرقام والمؤشرات تكذب ذلك الادعاء، فالنساء تعانين من قلة فرص العمل، ولا يحققن المساواة في الأجور والفرص.

وفوق ذلك هن يتعرضن في جميع بلاد العالم للتحرش والاعتداء اللفظي والجسدي والجنسي دون أن يكون هناك إجراءات رادعة حقيقة تنصفهن.

وهن لا يعتلين أي مناصب سياسية كبرى إلا في حالات نادرة، وكلما كانت المرأة قوية وأظهرت جدارة تمت محاربتها بشتى الطرق.

إن ذلك الأمر لم يتغير منذ العصور الوسطى فهي مازالت تعاني ذات الاضطهاد ونفس القدر من الكراهية.

فإذا كانت جادة في عملها اتهمت بأنها مسترجلة، وإن كانت ذات فكر حر اتهمت بأنها منحلة.

وإذا كانت ذات رأي ومستقلة تم اضطهادها بصنوف من الاضطهاد التي لا تخطر على قلب إنسان سوي.

إن الأمر قد يصل لوصمها بالجنون، بل ودفعها للجنون كما كان يحدث في العصور الوسطى حيث كانت تتهم بالهستيريا أو يجرى لها جراحة بضع الفص!

جراحة بضع الفص

جراحة بضع الفص هي إجراء تم ابتداعه في القرن التاسع عشر يتضمن قطع التواصل ما بين الفص الجبهي والمهاد.

وعلى الرغم من الادعاء بأن هذا الإجراء كان له أسباب علاجية.

إلا أنه استخدم في الغالبية العظمى من الحالات للتنكيل ببعض الأشخاص ممن تسببوا في إزعاج أصحاب السلطة.

سواء كانت هذه السلطة الحاكم أو رجل الدين او الزوج او الاب فغالبية ضحايا هذا الإجراء الهمجي كن من النساء.

إن ذلك الإجراء يترك الضحية في حالة من السكون واللامبالاة، ويجعلها منفصلة اجتماعيًا.

وهو يجعلها تفتقر للمبادرة وتتشتت ذهنيا ويجعلها في حالة من الاكتئاب المستمر حيث لا يمكنها الشعور بالسعادة مرة آخرى.

إن شخصيتها تبهت وتتوارى تمامًا، وكأنهم قد انتزعوا منها الروح، واستبدلوها بكيان فارغ لا روح فيه.

ومن تعرّض لهذا العمل الهمجي أصيب فيما بعد بمضاعفات شديدة أهمها:

-        صداع مزمن.

-        نوبات صرعية.

-        نزف داخل الجمجمة.

-        خرف.

-        فقدان للذاكرة.

-        خراجات دماغية.

-        موت.

هل تتصور إن مثل هذا الإجراء الهمجي مازال متبعًا إلى يومنا هذا ولكن بأدوات مختلفة وإن تشابهت الأسباب!

إن المرأة التي يثبت ان لديها رأي وإرادة، تلك التي تطورت بثقافتها واجتهادها وناطحت السحاب.

تلك التي لا ترقى إليها رأس في محيطها وتثير مشاعر الحسد والغيرة من الرجال قبل النساء تتعرض في عصرنا الحالي لإجراء أكثر وحشية!

تقنية النانو

إن تقنية النانو جعلت من بضع الفص أمرًا سهلًا للغاية بل أنه يتم في صمت وسرية تامة، ولا يمكن إثبات حدوثه حتى بالطرق المعروفة.

فيكفي أن يتم زراعة كمية لا تتعدى جزء من الجرام من مادة الجرافين المستخدمة في صنع شاشات المحمول داخل الجمجمة حتى يصبح الأمر منتهيًا!

هذه المادة دقيقة للغاية يبلغ سمك الطبقة منها جزيء واحد، ويمكن لجرام منها أن ينتج طبقات رقيقة تغلف كوكب الأرض بالكامل.

هذه المادة يمكن زراعتها في جمجمتك أثناء خضوعك لإجراء طبي عند طبيب الأسنان على سبيل المثال.

حيث يتم زرعها دون أن  تشعرين فتبدأ بالانتشار داخل المخ بواسطة الموجات الكهرومغناطيسية التي ترسل إليها عن بعد.

إنها تشكل شبكة داخل الدماغ وتقوم بفصل الفص الجبهي ومع الوقت تتسبب في دمار كامل للدماغ.

وسوف تعانين في هذه الحالة من نفس الأعراض السابقة بداية بالصداع وفقدان الذاكرة وتدهور الحالة العقلية ويمكن أن يؤدي ذلك للموت.

الهستيريا

إنها مآساة أخرى عانت وتعاني النساء منها منذ القدم، فكلما فعلت أو قلتِ شيئًا يجعل الرجال غير مرتاحين يمكن وصمك بها أو بأي شئ مشابه مثل "نرجسية" أو "ناشذ" أو "مسترجلة" أو غيرها من الأوصاف الكاذبة الجاهزة.

فإذا كانت إنسانة مثقفة وتعشق الكتابة ونبع منها أفكارًا مزعجة بالنسبة لهم اعتبروها مصابة بالهستريا.

وإذا كانت مصابة بالاكتئاب أو أعراض ما بعد الصدمة بسبب ما تتعرض لها في حياتها، فهي مصابة بالهستريا.

وإذا رفضت التسلط والظلم الواقع عليها فهي مصابة بالهستريا، وإذا طالبت بحقوقها فهي مصابة بالهستريا!

لقد انتشر الأمر كالنار في الهشيم خلال القرنين الثامن عشر والتاسع عشر ولقد روج معتنقو الأمر إلى أن النساء عمومًا مؤهلات للإصابة بالأمراض النفسية والعقلية.

وهو أمر على ما يبدو يتم نشره عبر الرجال في مختلف العصور ومن مختلف الثقافات والعقائد.

نشأة مصطلح هستريا

في اليونان القديمة تحدث أبقراط وأفلاطون عن الرحم أو الهستريا وقالوا أنه "يجول" في جسم المرأة مسببًا الكثير من المشكلات الجسدية والعقلية.. ووجدوا من يصدقهم .. ياللعجب!

أما في عام 1748 فقد وصف الطبيب الفرنسي جوزيف راولين الهستريا بأنها مشكلة تنشأ عن تلوث الهواء.

وقال أنه على الرغم من أن هذه الحالة يمكنها أن تصيب الرجال والنساء على حد سواء إلا أن النساء أكثر عرضة لها بسبب طبيعتهن "الكسولة" و"عصبيتهن" الشديدة.

أما الطبيب الفرنسي فرانسوا بواسييه دي سوفاج دي لاكروا فقد اعتبر أن هذه الحالة هي مجرد تقلبات عاطفية تحدث لأصحاب الأرواح الحساسة.

ووصف أعراض الحالة بالتالي:

-        انتفاخ.

-        أزمات قلبية.

-        ضيق تنفس.

-        عسر بلع.

-        برودة الأطراف.

-        تهيج.

-        تقلبات مزاجية.

-        تسارع نبضات القلب.

-        تكرار التبول.

أما الطبيب الأمريكي سيلاس وير ميتشل فقد وصف الراحة التامة للنساء لعلاج هذه الحالة بينما وصف الحركة وممارسة التمرينات الرياضية لعلاج الرجال المصابون بها.

ومن ضحايا هذا العلاج كانت الكاتبة شارلوت بيركنز التي وجدت الأمر مروعًا بالنسبة لها.

وقد وصف الطبيب بيير جانيت المرض بأنه مرض عصبي يؤدي إلى تفكك الوعي ويكون مصحوبًا بتشنجات ومشي أثناء النوم وإزدواج في الشخصية.

أما فرويد فقد اعتبر أن الهستريا هي تحول المرض النفسي إلى أعراض جسدية نتيجة للقمع وعدم القدرة على التعبير.

هيباتيا ومي زيادة وأخريات


 

كانت هيباتيا عالمة رياضيات وتؤمن بأفكار أفلاطون الفلسفية، ولقد عاشت في مصر الرومانية.

ولأنها عالمة ولها فكرها الخاصة تم استهدافها واتهامها بالإلحاد والشعوذة وقتلت على يد حفنة من الغوغاء.

بعد صراع سياسي دار بينها وبين الأسقف كيرلس الأول الذي اعتبرها تمثل خطرًا على أتباع كنيسته.

مي زيادة

أما مي زيادة أو ماري إلياس فهي أديبة وشاعرة عربية تتقن تسع لغات، وهي إبنة لأب لبناني وأم سورية.

وكان لمي زيادة صالون أدبي من أشهر الصالونات الأدبية في مصر يتم فيه استضافة أعظم شعراء وأدباء وكتاب عصرها مثل:

طه حسين، ومصطفى صادق الرافعي، وأمين معلوف، ويعقوب صروف، وأحمد لطفي السيد، وعباس محمود العقاد وأنطون جميل، وخليل مطران، وزكي مبارك.

كانت مي من أهم المدافعات عن حقوق المرأة وهذا ما ذكرته في كتابها "المساواة" المنشور عام 1923 وفي هذا الكتاب تقول:

لا أطلب للمرأة المساواة بالرّجل لاعتقادي أنّها تفوقه سموّاً بقلبها. والنّظريّات الّتي ترمي إلى تسويتها بالرّجل تحول حتماً بينها وبين عالمها الخاصّ الّذي به- به وحده- تظلّ محلّقة فوق كلّ أفق يستطيع الرّجل في جدّه وعبقريّته أن يبلغه. فالمساواة هبوط لها، لا صعود.

تعرضت مي لكافة صنوف الخيانة والتنكيل من أقرب الناس إليها وخاصة بعد وفاة والدها وحتى أنها أجبرت على دخول مستشفى الأمراض العقلية.

وفي ذلك تقول:

«أنا امرَأة قَضيتُ حَياتي بَين قَلمي وأدواتي وكُتبي، ودِراساتي وقد انصَرفتُ بِكل تَفكيري إلى المَثل الأعلى، وهذه الحَياة "الأيدياليزم" أيّ المِثالية التي حييتُها جَعلتني أجهَلُ ما في هذا البَشر مِن دَسائِس.»

ماذا عن الآخريات؟

إن الكثير من النساء المعلومات والمجهولات لاقين نفس المصير لنبوغهن، ولأنهن فقن الرجال عقلًا وفهمًا وإمكانيات.

فما كان من هؤلاء إلا التنكيل بهن وتشويههن، واستباحة حياتهن، ودفع الغوغاء لإيذائهن وإلحاق أشد صنوف الضرر بهن.

والحكاية لم تنتهي..

 

الاثنين، 24 يونيو 2024

الإنسان الحقيقي الوحيد أو The Truman Show

 


هل تخيلت نفسك يومًا الإنسان الوحيد الحقيقي والطبيعي وسط مجموعة من الممثلين؟

كل شئ يدور حولك مصطنع، وكل من تتعامل معهم يمثلون أدوارًا موكلون بها من أجل غرض ما في نفوسهم!

هل تتصور أن تكون الوحيد الذي يتكلم من رأسه بينما الجميع يتحدث استنادًا إلى نص مكتوب لا يمكنهم الخروج عنه؟

وبينما أنت تتعامل معهم بصدق وبنية صافية، وتبذل في سبيل إسعادهم الكثير من وقتك وجهدك ومالك.

كل ما يفعلونه هم محاولة تحقيق بعض المكاسب الرخيصة على حساب حياتك ووجودك.

هم أشبه بروبوتات تقوم بأدوار لا يمكنهم الخروج عنها، ويتحدثون بناء على بيانات مسجلة ويتم إمدادهم بالعبارات التي عليهم قولها.

تمامًا كما يفعل الذكاء الاصطناعي الذي يرد على تساؤلاتك وحواراتك بناء على المعلومات المسجلة.

إن كل ما لديه هي مجموعة من الردود، لا تبدو منطقية أو عقلانية في الكثير من الأحيان، ناهيك عن تمتعها بأي شيء من المصداقية.

وهم ينتهكون أدق خصوصياتك بشكل ممنهج على مدار الساعة، دون ذنب جنيته.

إن هذا ما تعرض له جيم كاري في فيلمه الشهير ترومان شو، تعالوا معنا نحكي حكايته من البداية.

جيم كاري

إن أفلام جيم كاري تبدو للوهلة الأولى مجرد افلام كوميدية خفيفة، ستضحك على بعض المواقف وعلى حركاته المعهودة قليلًا ثم ستنسى الأمر.

إلا أن من بينها بعض الأفلام العميقة التي تدفعك للكثير من التفكير والتأمل فيها ومن تلك الأفلام فيلمنا هذا وكذلك:

-         Mr. Popper's Penguins

-         Eternal Sunshine of the Spotless Mind

-         Me, Myself & Irene

الإنسان الحقيقي الوحيد (عرض ترومان)

تم إنتاج فيلم The Truman show عام 1998 ومدته ساعة و43 دقيقة، وهو من بطولة جيم كاري وإد هاريس ومن إخراج بيتر وير. 

اقرأ أيضًا: الذكاء الاصطناعي في فيلم اطلس

الحكاية

تدور القصة حول ترومان بوربانك الذي يعيش على جزيرة سي هيفن "جنة البحر" حياة أشبه بالأحلام.

هو شخص محب للآخرين ومسالم ولطيف للغاية ويعمل كمندوب لدى إحدى شركات التأمين، ولكن لا شيء يبدو هنا كحقيقته.

فترومان قد تم بيعه في صفقة بائسة من قبل والديه منذ ولادته ليكون بدون علمه أحد نجوم تلفزيون الواقع.

ولذلك فإن جنة البحر التي يعيش فيها ما هي إلا استوديو تصوير ضخم ينتج آليًا صور للسماء والبحر ويغير درجات الحرارة ويعطي كافة التأثيرات التي تحدث في الطبيعة.

إن كل ذلك يتم إدارته بواسطة فريق عمل ضخم مختفي وراء الحواجز ويرأسهم المخرج كريستوف.

اقرأ أيضًا: فيلم أفاتار الجزء الثاني 

بداية النهاية


 

في أحد الأيام سقط جسم غريب من السماء إلى جوار ترومان وهذا الجسم هو جزء من معدات الإضاءة.

لم يكن هناك تفسيرًا مقبولًا لدى ترومان لسقوط هذا الشيء من السماء التي تبدو صافية تمامًا لا يشوبها شائبة.

وعندما تم رصد ما حدث أذاع العاملون في الاستوديو أن هناك طائرة سقطت منها بعض الأشياء لتبرير ما حدث.

يذهب ترومان إلى العمل ويكلفه رئيسه بعمل في جزيرة قريبة، ولكنه لا يستطيع الذهاب لأنه يخاف بشدة من البحر.

يعود ترومان إلى المنزل ويقوم ببعض أعمال البستنة وتعود زوجته من عملها، ثم يقضي بعض الوقت مع صديقه.

يذهب ترومان إلى شاطي ء البحر ويتذكر الرحلة التي قام بها في البحر مع والده قبل أن تهب عاصفة وتجرفه بعيدًا ليتعرض للغرق.

ولكن تمطر السماء بغزارة فيعود هو إلى المنزل ويطلب من زوجته مغادرة الجزيرة ولكنها ترفض.

في اليوم التالي وبينما ترومان يسعى للذهاب إلى العمل يرى شخص مشرد يشبه والده وبمجرد أن يحاول الوصول إليه يظهر مجموعة من الناس يعيقون وصوله إليه ويختفي الرجل.

وعندما يتصل ترومان بوالدته ويخبرها بما حدث تنفي تمامًا أن يكون ذلك صحيحًا، وأنه فقط يتمنى لو كان والده حيًا.

يجد ترومان نفسه في مصادفة آخرى عندما يرى المرأة التي كان معجبًا بها أيام الجامعة قبل أن تختفي.

فيحاول هو التحدث إليها ولكنها تقول له أنها ممنوع عليها ذلك وأن إسمها لورين، ويحاولان الهروب معًا إلى حيث لا يسمعهما أحد.

وتحاول لورين أن تخبره بالحقيقة، ولكن يظهر رجل يقول أنه والدها وأنها مضطربة نفسيًا وتعاني من أوهام وضلالات.

يعاني ترومان من الحيرة، ويترك سيارته ويمشي على قدميه فيدخل عن طريق الخطأ إلى أحد المداخل التي تؤدي لمكان العاملين في الاستوديو.

ولكن بمجرد الانتباه إليه يقوم الأمن بدفعه للخارج ويتهمه بالتعدي على ممتلكات خاصة.

وتتوالى الأدلة

يعود ترومان للمنزل ويتصفح صور زفافه، ولكنه يجد صورة لميريل تتقاطع فيها أصابعها أثناء تلاوة عهد الزواج، ويعني ذلك أنها لم تتعهد بالزواج بصدق.

يحاول ترومان الخروج من الجزيرة ويطلب تذكرة طائرة إلى فيجي فتقول له الموظفة أنه ليس لديها تذاكر وأن الأماكن محجوزة لشهر كامل.

فيركب الحافلة فتتعطل، ويعود للمنزل ولكنه يبقى في سيارته، فتعود زوجته وتجلس إلى جواره.

ولكنه يطلب منها الصمت وملاحظة ما يجرى، فهو يمكنه التنبؤ بكل شخص سيمر من أمامه وكأنهم يتحركون ضمن جدول زمني.

الأن ستمر سيدة على دراجة حمراء فيحدث ذلك، يليها رجل يحمل الأزهار فيحدث ذلك أيضًا، ثم سيارة فولوكس فاجن منبعجة.. وبالطبع هذا ما يحدث.

ولكن ذلك لا يحرك شئ في ميريل التي تخبره بأن سلوكه غير طبيعي ويدعو للقلق، فيصر على موقفه.

فيذهب بالسيارة معها نحو الدوار فيظهر ازدحام مروري من العدم، فيتظاهر بمحاولة العودة للمنزل ولكنه يلف ويعود للدوار الذي أصبح فارغًا فجأة ليؤكد لها أن الازدحام كان متعمدًا.

يسير ترومان نحو الجسر الوحيد للجزيرة ولكنه يتوقف عنده لخوفه من الماء، ولكنه أخيرًا يتغلب على هذا الخوف فيقود السيارة وهو مغمض العينين.

إلا أنه يجد على الطريق الكثير من التحذيرات، وقبل أن يصل لخط النهاية يظهر مجموعة من الرجال فيعيدونه إلى الجزيرة.

يعود ترومان مع زوجته للمنزل فتقدم له عصير وتقدمه له وكأنها في إعلان تجاري.

فيهتاج ترومان ويسألها غاضبًا "إلى من تتحدثين؟" فتشعر ميريل بالخوف وترفع في وجهه مقشرة.

وتستغيث فيظهر صديقه مارلون ومعه علب بيرة وكأنه جاء بصورة عرضية، تندفع ميريل نحوه وتقول له أن ما يحدث ليس احترافيًا بالمرة!

يأخذ مارلون ترومان للخارج ويتناولا البيرة، بينما يقول مارلون أنه لو كان الجميع متورط في مؤامرة فيعني ذلك أنه أيضًا متورط معهم.

كل ذلك وهو يتلقى الحوار عبر السماعات في أذنيه، ثم يفاجئه بأن الرجل المشرد الذي رأه هو والده بالفعل وأنه بحث عنه حتى وجده فكذلك يفعل الأصدقاء.

ويظهر الرجل من وسط غيمة ضبابية فيتعانق هو وترومان.

لقد كان الهدف الوحيد من تمثيلية غرق والده هو زرع الرعب في نفسه من البحر حتى لا يفكر يومًا في الخروج من الجزيرة.

وبالطبع كان لوالده تفسيرات ضمن السيناريو عن أسباب اختفاءه وظروف عودته.

كريستوف


 

إن كريستوف يبرر جريمته بأنه يوفر الحماية لترومان من العالم الخارجي الأشبه بسجن كبير، وأنه قد منحه فرصة لعيش حياة طبيعية تخلو من العنف.

في هذا اليوم ينزل ترومان للطابق السفلي، وينظم بعض أشياءه ولكنه يغفو على فراش مؤقت لعدة ساعات يختفي فيها عن الإرسال.

فيرسل كريستوف مارلون للبحث عنه وينزل للطابق السفلي ويجذب الأغطية عن الفراش، فلا يجد سوى مسجل وفتحة كبيرة في أرضية الطابق السفلي.

قطع الإرسال للمرة الأولى


 

يضطر كريستوف لقطع الإرسال، ويأمر الشمس فتشرق في منتصف الليل ليبحث الجميع عن ترومان.

ولكن دون جدوى فلم يعثر أحد عليه، فتخطر فكرة مجنونة لكريستوف ويأمر المراقبين بالبحث في البحر.

وبالفعل يعثر هؤلاء على ترومان على متن مركب شراعي، فيسعى لإرسال أحد الممثلين للبحث عنه ولكنهم لا يعرفون كيف يحركون قاربًا!

فلا يجد كريستوف أمامه سوى صنع عاصفة لإجبار ترومان على العودة، ولكن ترومان يرفض الاستسلام.

وأخيرًا يجد ترومان أن قاربه توقف عند أطراف السماء أو ما كان يبدو كذلك، وهو مجرد جدار بجانبه سلم صغير مموه لا يظهر من بعيد.

وقبل أن يصل ترومان لباب الخروج يتحدث إليه كريستوف للمرة الأولى ويؤكد له أنه يرعاه وأن عليه أن لا يترك كل ذلك ويخرج للعالم الحقيقي.

فيقول ترومان بعد تفكير عميق عبارته الشهيرة "في حالة لم أراكم مرة آخرى اليوم: صباح الخير مساء الخير وليلة سعيدة."

ثم يفتح الباب ويغادر، وينتهي العرض.

https://www.youtube.com/watch?v=dlnmQbPGuls