إن كل إنسان يتأثر بالمحيطين به، ويجد نفسه في كثير من الأحيان مضطرًا لفعل أشياء لا يرغب فيها تحت ضغط منهم وهذا ما يعرف باسم تأثير الأقران .
قد تلتزم بنظام غذائي على سبيل المثال فيضغطون عليك لتناول أطعمة لا ترغب فيها فتؤثر عليك سلبًا.
أو قد يضغطون عليك فتدخن بعد أن تكون قد أقلعت عن هذه العادة السيئة، أو قد يمنعونك من فعل أشياء تحبها وترغب بها.
إن هذا ما يعرف باسم تأثير الأقران أو ضغط الأقران بحسب علم النفس.
من هم الأقران؟
يعرف الأقران بأنهم مجموعة من نفس المستوى الاجتماعي، وتأثير الأقران يعني كيفية تأثير هؤلاء على بعضهم البعض.
وعادة ما يستخدم هذا المصطلح عند الحديث عن الأشياء السلبية والغير مرغوب فيها مثل تعاطي المخدرات أو التدخين في مرحلة الطفولة أو المراهقة.
ففي مرحلتي الطفولة والمراهقة يكون ضغط الأقران شديدًا وتأثيراته أعلى حيث يخضع الطفل أو المراهق للمجموعة.
فهو ينفذ مطالبهم رغبة منه في الانتماء إليهم وتجنبًا للشعور بالغرابة والوحدة، أو حتى ليتجنب سخريتهم منه واضطهادهم له لاختلافه عنهم.
اقرأ أيضًا: علامات الشخصة المتلاعبة
أمثلة على تأثير الأقران
إن ضغط الأقران وخاصة في مرحلة المراهقة تجعل هؤلاء يقومون بأفعال لا يريدون القيام بها حقًا.
أو لم يكونوا ليقومون بها إذا ما تركوا وشأنهم، وكذلك يمكن أن تجعلهم يمتنعون عن فعل أشياء كانوا ليفعلونها لو تركوا وشأنهم.
ويرجع ذلك إلى رغبتهم في أن يكونوا مقبولين اجتماعيًا ومن أهم التصرفات الشائعة في هذا المجال:
- التصرف بعدوانية.
- التنمر على الآخرين.
- تعاطي المخدرات.
- التدخين.
- ممارسة الجنس.
- التواصل مع فئات خطيرة.
- الأعمال التخريبية.
- الأنشطة الإجرامية.
- ارتداء ملابس غريبة.
- خلع الملابس بطريقة غير لائقة.
إن كل هذه الأفعال يمكنها أن تتسبب في تأثيرات كارثية أهمها:
- الإدمان على المخدرات.
- التعرض للحوادث.
- تناول الكحول أو المخدرات.
- القيادة تحت تأثير المخدرات.
- تناول جرعات زائدة من المخدرات.
- الجنس الغير منضبط والناقل للأمراض.
- الوقوع تحت طائلة القانون.
- التعرض للمسائلة والعقوبة في المدرسة.
الإدمان السلوكي
إن ما يفعله الأقران يمثل تحديًا ذاتيًا للأشخاص، فيكون لديهم دافعًا ذاتيًا ليثبتون لأنفسهم أنهم ليسو أقل من غيرهم.
ومن هنا يأتي ما يعرف بالإدمان السلوكي، حيث يتحول الأمر إلى نوع من السباق لتحقيق المزيد، والتفوق على الآخرين، وإثبات القوة.
ومن ذلك ممارسة الرياضة، حيث يكون كل شخص في حالة من التحفيز الذاتي لتحقيق انتصارات ترفع من شأنه.
وهذا هو النوع الإيجابي من تأثير الأقران طالما لم يتطرف الشخص فيؤذي نفسه نفسيًا أو جسديًا من كثرة التدريب أو الرغبة في تحقيق الفوز.
أو قد يجعلهم ذلك يهملون جوانب حياتهم الأخرى وينخرطون بشكل كامل في محاولة تحقيق الانتصارات.
إنهم سيجدون الرياضة هي وسيلتهم الوحيدة للتعامل مع كل التحديات التي تواجههم، ويهملون الدراسة ويهملون الأسرة وجوانب الحياة المختلفة.
اقرأ أيضًا: أحلام اليقظة
نماذج على تأثير الأقران الإيجابي
يمكن أن يساعدك الصديق الجيد على ممارسة الرياضة بانتظام، أو على أداء الواجبات المدرسة، وعلى التفوق في أحد المجالات الجيدة.
أو يمكن أن تقوم مجموعة من الشباب بممارسة نشاط اجتماعي يساعد محيطهم ويحسن من حياة الآخرين.
يمكن أن تعزز المجموعة من السلوك الإيجابي لدى أفرادها فإذا حاول أحدهم انتقاد شخص ما والسخرية منه بسبب شكل جسده، يوجهونه إلى أن ذلك سلوكًا غير مستحب وأنه لا يصح له فعل ذلك.
دور الوالدين
لتجنب التأثير السلبي لضغط الأقران، يجب أن يجد الطفل أو المراهق ملاذًا أمنًا في المنزل.
وأن يستمع إليه والديه، ويعززان من ثقته بنفسه، ويوجهانه ويشرحان له مخاطر الأفعال السيئة.
على الوالدين أيضًا أن يعلمان أطفالهما التفكير النقدي، ويشجعوهم على التساؤلات المنطقية من قبيل:
- هل هذا الفعل مؤذي؟
- هل يمكن أن يضرني أو يضر أي شخص آخر؟
- هل هذا سيؤثر سلبًا على صحتي وحياتي؟
- هل هناك عواقب قانونية لهذا الفعل؟
- هل سيؤثر على عائلتي؟
- هل سيؤثر على مستقبلي؟
خطورة تأثير الأقران في مرحلة المراهقة
في مرحلة المراهقة ينفصل الأبناء عن الوالدين، ويرتبطون أكثر بالأصدقاء، في الوقت الذي يكونون فيه غير مدركين لعواقب الأمور إدراكًا كاملًا.
كما أنهم في هذه المرحلة العمرية يسعون للقبول الاجتماعي بشكل كبير، ويفعلون أي شيء يمنحهم هذا الشعور.
وليس المراهقون وحدهم هم المعرضين للوقوع تحت تأثير الأقران ولكن الكبار أيضًا يمكنهم أن يتعرضوا لذلك.
فيمكنهم أن ينخرطوا في منافسة عنيفة في العمل فينسون كل شئ آخر، أو يضطرون لتماول المخدرات أو الكحول تحت تأثر الآخرين.
كيف تتجنب تأثير الأقران السلبي؟
بداية لا تتعجل في إظهار موافقتك على أمر ما يفعله المحيطين بك، ولا تنخرط معهم قبل أن تفكر جيدًا.
التقط انفاسك وفكر جيدًا وخذ وقتك ومساحتك قبل الموافقة، وحاول الابتعاد قليلًا عن هؤلاء لتفكر بشكل منطقي.
اسأل نفسك قبل القيام بأي فعل عن أسبابك الحقيقية وراء القيام بهذا الفعل، فإذا كان السبب الوحيد أن الآخرين يقومون به، فمن الأفضل أن لا تفعله.
عليك أن تحيط نفسك بأشخاص داعمين وجيدين ولا يضغطون عليك لتنفيذ ما يرغبون فيها ضد رغباتك وميولك الشخصية.
إرسم حدودك الشخصية
مهما كان الرفض صعبًا لا تتردد في قول "لا" إذا ما أردت ذلك، لأن حدودك الصحية من حقك ولا يحق لأحد التعدي عليها.
وعلى سبيل المثال كلما عرض عليك صديقك سيجارة أخبره بأن الأمر مزعج بالمسنبة لك وغير مقبول.
أخبره أنك لن تقضي الوقت معه إذا كان سيفعل ذلك في كل مرة تجلسان فيها سويًا.
يمكنك أيضًا توفير البدائل واقتراح أمور يمكنها أن لا تمثل ضغطًا عليك ويوافق عليها الآخرون منعًا لحدوث صدامات كبيرة.
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق