الاثنين، 10 يونيو 2024

أحلام اليقظة والهروب من الواقع

 




إن واقعنا يزداد بؤسًا في كل يوم فهل عليك لو عشت في أحلام اليقظة قليلًا؟

إن أحلام اليقظة من أساليب العقل الباطن السحرية لحمايتك، أنه يقول لك "لا عليك!" هناك عالمًا أخر بداخلك يمكنك أن تحيا فيه قليلًا.

إنه عالمك أنت، وأنت من تشكّله، إنه ينتشلك من هزائمك، ويسمح لك بأن تفعل كل ما تشاء دون الركون للقوانين ولا للإمكانيات البشرية المحدودة.

يقول توفيق الحكيم في كتابه عصفور من الشرق:

“الخيال.. هو ليل الحياة الجميل، هو حصننا وملاذنا من قسوة النهار الطويل.

!إن عالم “الواقع” لا يكفى وحده لحياة البشر، إنه أضيق من أن يتسع لحياة إنسانية كاملة”

أحلام اليقظة الغير قادرة على التكيف

إن الحياة قاسية، ووسط كل ما تسببه لنا من إحباطات وخيبة أمل، يظل عالم الخيال فرصة لإصلاح ما فسد.

إنه ببساطة شديدة يعالج كل المشاكل التي يصعب علينا علاجها في الواقع، إنه يحوّل أمنياتك إلى حياة تراها وتسمعها وتشعر بها وتعيشها وحدك.

فماذا لو جعلنا من أحلام اليقظة وسيلة للتحليل والبحث ومحاولة فهم الحياة بكل أفضل؟

ماذا لو جعلنا منها وسيلة لاستعادة الثقة في النفس، واكتشاف الكنوز التي بداخلنا حقّا.

ما لو كانت أحلام اليقظة مرتبطة بقانون الجذب ! فكلما حلمت بالارتقاء وجعلت منه رغبة عميقة لا تنفك تشعر بها وتبحث عنها بداخلك ساعدك الكون على ذلك وأخذ بيدك.

يقول باولو كويلو في كتابه الخيميائي:

“وعندما ترغب في شيء ما، فإن الكون بأسره يطاوعك علي القيام بتحقيق رغبتك.”

إن هذا هو الفارق ما بين أحلام اليقظة المتكيفة، وتلك التي تأخذك تمامًا من واقعك وتمنعك من الحياة.

اقرأ أيضًا: حيل الشخصية النرجسية

لماذا يعيش أغلبنا في أحلام اليقظة ؟


 

إن الإنسان لا يصل أبدًا إلى ما يرغب فيه، وكلما حقق شيئًا ما، رغب في غيره.

وهكذا إذا ما تم إحباطه أو واجه أحكام سلبية ممن هم حوله، أو شعر بأنه لم يصل إلى المستوى الذي يرغب فيه لجأ إلى أحلام اليقظة.

وكذلك الإنسان إذا ما كان واقعًا ضحية للظلم أو لظروف قاهرة، فإن الدماغ يمنحع لحظات رائعة يتخلص فيها من كل تلك المشاعر السلبية وينتشله بعيدًا عن ما يؤلمه.

وأحلام اليقظة تأتي بدفعة من الدوبامين تمنحك الراحة والسعادة ولو لفترات محدودة، ولذلك يمكن أن يصل الأمر بالبعض ليصبح مدمنًا عليها.

إن أحلام اليقظة تعوضه عن الإهمال وعن سوء المعاملة التي يتعرض لها وتخفف من على عاتقه القيود والضغوط الخانقة التي يمكنها أن تودي بحياته.

إنها أحلام اليقظة التي تخفف عنك وتسمح لك بتجاوز الكثير من الإخفاقات والسعي نحو الغد بنفس منفتحة.

إنها أحلام يقظة تساعدك على التكيف وليس العكس.

يقول بوشكين: 

"إن خدعتك الحياة ،  فلا تحزنْ ، و لا تغضبْ 

 في اليوم الشجي اهدأ  يوم الفرح ، ثق ، لا بد آت   

القلب يحيا في المستقبل  فالحاضر كئيب   

كل شيءٍ عابر ، كل شيءٍ سيمضي  

و ما سيمضي - سيصبح أجمل ."


اقرأ أيضًا: حماية الحدود الشخصية

من أين تأتي خيبة الأمل؟

إن أغلب خيبات الأمل تأتي من التطلعات نحو أشياء تبدو لنا هامة، وتبدو وكأن الحياة غير ممكنة بدونها.

ولكن الأمر ليس كذلك، فما يناسبنا ويفيدنا ليس دائمًا الأفضل من منظور الآخرين، وهناك دائمًا بدائل في الدنيا قد تكون أفضل من هدفك الذي لم تصل إليه.

عندما تدفعك الدنيا إلى حافة الانهيار

عندما تغلق أمامك الأبواب وتدفعك الدنيا إلى حد الانهيار إجعل من أحلام اليقظة وسيلة للتأمل.

أنظر من خلالها إلى داخلك وتأمّل في مواطن قوتك، ولا تسمح للدنيا بالتغلّب عليك.

لا تعيد التفكير فيما فات، وفيما لا يمكن أن يعود، لا تجتر مشاعر الإحباط والخيبة.

ولكن احلم وتمنى غدًا أفضل، وحياة أفضل، واحلم بما تمتلك من وسائل تساعدك على الوصول إلى هذه الأحلام.

لا تدع مشاعر الندم تحرمك من تلقي المحبة والخير القادم، إن كل يوم جديد تولد فرص جديدة فلا تغض البصر عنها.

لا تخضع للمعايير التي تضعها بشكل صارم، وتقبل أشخاص يختلفون عنك في حياتك فربما كان لهم أثرًأ إيجابيًا عليك.

لا تقارن نفسك وما حققته في خياتك بأي أحد آخر، فلكل واحد منا رحلته ولكل واحد منا وجهته.

أحلام اليقظة و الوسواس القهري

يميل المصابون بالوسواس القهري لأحلام اليقظة فهي تقدم لهم عالمًأ مريحًا يخفف عنهم وطأة مشكلتهم النفسية.

إنهم في أحلامهم منطلقين لا يعيقهم وسواسهم عن فعل ما يريدون، إنه المكان الوحيد الذي يجدون فيه راحتهم وهدوئهم النفسي.

هل أحلام اليقظة مرض نفسي ؟

إن أحلام اليقظة أًمر طبيعي للغاية وله العديد من الفوائد الصحية ولكن يصبح الأمر خطيرًا عند الإفراط فيه بدرجة تعوقك عن ممارسة حياتك الطبيعية.

وتعرف هذه الحالة باسم إضطراب أحلام اليقظة الغير قادرة على التكيف.

أمثلة على أحلام اليقظة

إن أحلام اليقظة هي تلبية العقل لحاجتك للنجاح والقبول في مجتمعك، وربما تنجح بأنك نلت جائزة، أو تخلصت من مشكلة.

لماذا تحدث أحلام اليقظة ؟

يلجأ الدماغ إلى أحلام اليقظة، حين لا يتوافر الحافز الخارجي للحياة، فيأخذك نحو الداخل ويريك ما يسعدك.

يعمل الدماغ على تصوير مشاهد ممتعة وسعيدة لك كنوع من العلاج النفسي.

وهو أمر ضروري للاستمرار ويمنحك هدنة من مهامك الحياتية، وتسمح لك أحلام اليقظة بتحليل تجاربك الماضية وأخذ العبرة منها.

وهي تعزز عملية الإبداع ولها فوائد عديدة ما لم تتعارض مع حياتك اليومية وتؤثر عليها سلبًا.

ولقد وجد العلماء أن مناطق محددة من الدماغ هي المسؤولة عن أحلام اليقظة وهي الجهاز الحوفي، والقشرة الأمامية، والقشرة الحسية.

ويفضل العلماء اعتبار أحلام اليقظة حالة متغيرة من الوعي، فهي ليست انفصالًا تامًا عن الواقع.

إنها حالة شائعة للغاية وسط المساجين!.

"ما قيمة الحزن أمام السعادة؟

مثل ورقة تطايرت بفعل الريح.

ما قيمة اليأس أمام الأمل؟

مثل حجر قذر ألقي في بركة نظيفة.

ما قيمة الفوضى أمام السلام؟

مثل الطائرة الورقية، تم قطع خيطها.

ما قيمة الشقاق أمام الإتحاد؟

مثل السمكة التي تتنفس ولكن ليس في الماء."

 

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق