قبعات التفكير الستة هي إحدى الوسائل الإيجابية في تنمية القدرة على الإبداع والتحليل والفهم واستنباط النتائج.
إنها تسمح لك ببحث وفحص ما تقوم به من مهام وما تسعى إلى تحقيقه من أهداف لتحقيق أقصى قدر من الفائدة.
بهذه الوسيلة تقوم بفحص الأمور بكافة السبل، والتخطيط لها، وفهمها فهمًا أشمل وأعمق.
وأول من وضع الأساس العلمي لهذه الطريقة من التفكير هو الكاتب إدوارد دي بونو.
إنه نمط يعيش به من يسعى للنجاح ويجعله يتعامل بشكل احترافي مع ما يجد عليه من مستجدات وما يعرض له من مشكلات وما يدور حوله من أحداث.
كيفية نشوء مصطلح قبعات التفكير الستة
توصل إدوارد دي بونو لهذا النمط من التفكير بعد سفره من إنجلترا إلى ماليزيا.
حيث وجد أن لدى الشرقيين نمط مختلف في التفكير عمّا لدى الغربيين.
فنمط الغربيين يعتمد على السفسطة، أي أنه إذا ما التقت مجموعة وناقشت أمرًا ما فإنهم يجادلون بعضهم البعض ويعارضون أفكار بعضهم البعض.
والنتيجة أنك تخرج من الجدال بلا شئ فلقد تعارضت الأفكار ولغت بعضها البعض، وأصبحت محصلة ما لديهم صفر.
أما الشرقيون وخاصة اليابانيون فيفكرون تفكيرًا متوازيًا، أي انهم يطرحون أفكارهم بغير أن تعارض مسار بعضها البعض، فيكون لديك أكثر من فكرة.
إن كل فكرة مطروحة تفتح أمامك الكثير من المجالات وتثري فكرتك، وتوجه نظرك نحو أمور لم تلحظ وجودها أو لم تعرف بها من قبل.
وبذلك يكون لديك معرفة وفهم أكبر حول الأمر الذي تناقش الأخرين بشأنه.
اقرأ أيضًا: الوعي والرغبة في الشفاء
ما هي القبعات الستة للتفكير؟
إن القبعات الستة هي أنماط تفكير مختلفة فإذا استعرضت الفكرة من كل هذه الأنماط المختلفة أصبح لديك فهم شامل وخطة شاملة لما تريد تنفيذه من مهام.
وهذه الأنماط أو قبعات التفكير الستة هي كالتالي:
القبعة البيضاء
وتشير إلى نمط التفكير الرقمي وهي تحلل الأرقام وتستعرض الوثائق وتبحث عن الأدلة والإثباتات العلمية والمنطقية وتعلي من شأن التجربة والتحليل.
وهي تعتمد على :
- جمع المعلومات والحقائق.
- التجرد من الأراء الشخصية والعواطف.
- الاهتمام بالإحصائيات والوقائع.
- الموضوعية والحيادية التامة.
- طرح الأسئلة والبحث عن إجابات.
- قياس درجة الصحة والخطأ.
القبعة الصفراء
وهي النمط الحالم والمتفائل من التفكير، حيث يبحث العقل عن كل ما هو إيجابي ومشجع.
وتتجلي فيما يلي:
- التفاؤل بالقدرة على التنفيذ.
- الإقدام.
- قبول الأراء ودعمها اعتمادًا على المنطق.
- توقع النجاح.
- التشجيع.
- انتهاز الفرص المتاحة.
القبعة الحمراء
وهي قبعة العاطفة والحدس، حيث تندفع عاطفيًا باتجاه ما يدعم ميولك الداخلية وغرائزك.
وهي تعتمد على التالي:
- عدم التحرج من إظهار المشاعر والأحاسيس.
- الاهتمام أكثر بالحدس والشعور.
- إظهار الجوانب الإنسانية وحتى ولو لم تكن عقلانية بحسابات المكسب والخسارة.
القبعة السوداء
وهي النمط المتشائم أي عكس القبعة الصفراء، حيث يتم التركيز على السلبيات وما يمكن أن تواجهه من مصاعب غير متوقعة أو متوقعة.
وتعبر عن نفسها من خلال:
- النقد والرفض المنطقي.
- التشاؤم فيما يخص احتمالات النجاح.
- توضيح الأسباب المنطقية خلف هذا التشاؤم.
- تسليط الضوء على نقاط الضعف.
- التركيز على العوائق والمشكلات.
- التركيز على التجارب الفاشلة.
القبعة الخضراء
وتعبر عن النمط الإبداعي في التفكير حيث كل شئ ممكن، وحيث الخروج عن المتعارف عليه والبحث عن بدائل مبتكرة ومبدعة.
إنه نمط يأخذك إلى مناطق غير مألوفة من الفكر ويرى كل شئ بمفهوم مختلف وحداثي أو بمعنى أخر "تفكير خارج الصندوق".
وهي تدعم الأعمال التالية:
- الابتكار والتجديد.
- البحث عن بدائل توفر الوقت والجهد.
- العصف الذهني.
- التطوير.
- الاستعداد للمخاطر المحتملة.
القبعة الزرقاء
وتشير إلى النمط العملي في التفكير وهي التي تساعدك على التحكم في العمليات وإدارتها.
إنها التي تجعلك تخطط، وتضع جدول أعمال وترتب وتنظم فكرك وعملك من أجل تحقيق الإنجاز الذي تسعى إليه.
وهي تتمثل في التالي:
- برمجة وترتيب خطوات الإنجاز.
- تنظيم وتوجيه الأفكار.
- التركيز على الموضوع الأساسي.
- تمييز أنماط تفكير الأخرين وفهم ما يقولونه من هذا المنطلق.
- توجيه أصحاب الأنماط الأخرى في التفكير.
- منع الجدل الغير مجدي.
- تلخيص الأراء وبلورتها.
- تقديم المقترحات الفعالة.
التفكير الناجح
إن التفكير الناجح يتضمن استخدام قبعات التفكير الستة عند القيام بأي عمل أو عند القيام بحل مشكلة من المشكلات.
فهي تجنبك التشويش وتسمح لك بالتعبير عن نفسك واستعراض جوانبك الإنسانية العاطفية والعملية والإبداعية، وتجعلك تتحقق بشكل عملي من السلبيات والإيجابيات.
اقرأ أيضًا: تفسير الأحلام الأكثر شيوعًا
كيف تستخدم قبعات التفكير الستة في حياتك؟
يمكنك اعتبار هذا النمط من التفكير هو وسيلة للتركيز على اتجاه واحد في نفس الوقت من التفكير.
فعندما تكون واعيًا بنوعية التفكير الذي تمارسه الأن ستكون الأمور أكثر وضوحًا وستركز كل طاقتك على هذا النوع من التفكير قبل الانتقال إلى غيره.
فإذا كنتم مجموعة على سبيل المثال، يمكنكم أن تخصصوا عشرة دقائق للتفكير الإبداعي الذي يُرمز إليه بالقبعة الخضراء.
فيستعرض كل شخص ما لديه من أفكار غير نمطية وما لديه من إبداعات يمكنها أن تحقق الفائدة للمجموع.
إن التفكير في هذه الحالة يكون مفتوحًا بلا قيود، وبلا حواجز، ولا يقيده الخوف من أحكام الغير واعتراضاتهم.
وعندما نتحول جميعًا إلى النمط النقدي فيكون ذلك بالاتفاق، حيث نرتدي جميعًا القبعات السوداء.
أما هؤلاء المثبطين الذين يهاجمون الأخرين دومًا ويقللون من شأنهم ومن أفكارهم فلا مكان لهم في وجود قبعات التفكير الستة .
فوائد استخدام قبعات التفكير الستة
إن ذلك يحقق متعة هائلة للمجموعة ويمنع تشويش أفكارهم ويمنع العداء والكراهية والتعالي الموجود في الحالات الآخرى.
وهو أيضًا يحقق لهم التالي:
- الابتعاد عن التحيزات.
- تحقيق الموضوعية.
- المصداقية.
- العدالة.
- توضيح الأفكار.
- الوعي بالأفكار.
- تحقيق التنوع.
- تحقيق التوازن الفكري.
- استنباط أفكار مبدعة وجديدة.
إن هذه الطريقة يمكن تطبيقها في كافة مناحي الحياة سواء على مستوى الأسرة أو العلاقات الاجتماعية.
كما يمكن تطبيقها في مجالات التعليم والإعلام والأعمال وغيرها.
وتتجلى أهمية نمط القبعات الستة في التفكير في أبهى صورها إذا ما استخدمت في مجال الإعلام حيث تعطي درجة عالية للغاية من المصداقية.
#قبعات_التفكير_الستة
#علم_نفس
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق