الأحد، 14 يوليو 2024

الوعي والرغبة في الشفاء هل يعالجان الجسد ؟ healing

 


هل يمكن للعقل واليقين أن يمنحان الجسد الشفاء ؟ وكيف تؤثر الحالة النفسية على مسار العلاج؟

تشير الدراسات الحديثة إلى أن الإيمان واليقين يمكن أن يعجلان من الشفاء وبأن لهما تأثيرًا إيجابيًا على حالتنا الجسدية وسلامتنا.

فبحسب الدراسات يمكن لتوقعاتنا أن تحدد مدى تأثير العلاج واستجابة الجسم له.

فعندما تركز ذهنك على الشفاء يمكن أن يتجاوب الجسم معك ويشفي نفسه بنفسه.

الإيمان قوة لا تقهر

إن الإيمان قوة شفائية لا تضاهي، وربما هذا ما ساعد المشتغلين بالعلاج الروحاني على تحقيق المعجزات.

وخاصة في القرن التاسع عشر عندما أمن الناس بقدراتهم، فإيمانك بأن هناك قوة ستشفيك تجعل الجسد يتجاوب معك ويحقق تلك الرغبة. 

دراسة

أحد الدراسات اللطيفة التي أجريت في هذا المجال، تضمنت مجموعة من العاملات في تنظيف الفنادق.

حيث تم تقسيمهن إلى مجموعتين، وتم إخبار المجموعة الأولى أن ما يقمن به من أعمال تنظيف وغيرها يتوافق مع نمط صحي وشفائي وأنه سيحسن من حالتهن الجسدية.

بينما المجموعة الثانية لم تتلقى أي معلومات بهذا الشأن.

ولقد خضعت جميع المشاركات في الدراسة لفحوصات جسدية شاملة قبل وبعد إجراء الدراسة.

بعد أربعة أسابيع لوحظ أن المجموعة التي أمنت بأنها تتبع نمط صحي قد انخفضت أوزانهن وتحسنت لديهن نسب ضغط الدم والدهون في الدم.

كما أنخفضت لديهن نسبة قياس الخصر إلى الأرداف، ومؤشر كتلة الجسم بوجه عام.

وذلك مقارنة بالمجموعة القياسية التي مارست حياتها بشكل عادي دون أن يكون لديها نفس المعلومات.

دراسة أخرى

في أحد التجارب السيكولوجية الأخرى تم إحضار مجموعة من الأشخاص وتقديم مخفوق الحليب لهم.

في المرة الأولى وضعت ملصقات على الزجاجات تخبرهم بأن في كل زجاجة 140 سعر حراري.

في المرة الثاني تم إخبارهم بأن مخفوق الحليب يحوي أكثر من 600 سعر.

بينما في حقيقة الأمر فإن المخفوق في الحالتين كان يحتوي حوالي 350 سعر فقط.

تم فحص أجسام المشاركين في الدراسة بعد المرتين، فوجد الباحثون أن الجسم استجاب للمخفوق بحسب ما اعتقده الناس.

ولقد أنتج جسمهم نسبة من هرمون الجريلين الذي يتأثر بالجوع تتناسب مع اعتقادهم وليس مع الكمية الحقيقة من السعرات التي يحتويها المخفوق.

ولذلك فإن من اعتقدوا أنهم تناولوا سعرات أقل شعروا بالجوع بعد فترة أقصر، بينما من اعتقدوا أنهم نالوا سعرات أكثر شعروا بالشبع لمدد أطول.

اقرأ أيضًا: الأشواجاندا

التواصل العقلي الجسدي


 

إن التواصل والتناغم ما بين العقل ووظائف الجسد أمر معقد للغاية، ولذلك فإنه لا يمكن فصل الاعتقادات عن فسيولوجيا الجسم.

فاليقظة الذهنية وتركيز الفكر في اللحظة الراهنة والوعي الذاتي، كلها أمور يمكنها أن تساعدك على الشفاء وتجنب المشكلات.

وعندما تشعر بعرض ما سيتجه تفكيرك نحو علاج المشكلة التي تسببت في حدوث ذلك العرض، وبذلك تحسن من حالتك الصحية وتتجنب تدهورها.

وعلى سبيل المثال، يمكنك أن تتوقف عن عمل ما، إذا كان جسدك مجهدًا، أو تعديل وضعية الجلوس أو النوم إذا كانت تسبب لك الألم.

يمكنك الامتناع عن تناول طعام ما إذا تسبب لك في مشكلات صحية كأن يكون صعب الهضم أو يسبب الحساسية. 

اقرأ أيضًا: تغلب على القلق والتوتر

الشفاء العاطفي والروحي


 

إن الشفاء يتضمن تناغم تام ما بين الروح والعفل والجسد، فنحن كلٌ واحدٌ لا ينفصم، ولتحقيق التناغم المطلوب من أجل الشفاء يمكنك تنفيذ الخطوات التالية.

التعاطف مع الذات

إن تقبل الذات بكل ما فيها، والتسامح مع ما لا يمكن علاجه من أوجه قصور وما لا يمكن إصلاحه من أخطاء يمكن أن يوفر عليك الكثير من المتاعب.

عليك أن تكون لطيفًا مع نفسك فالدنيا قاسية بما فيه الكفاية، والناس لا ترحم، ولا تتوقف عن إصدار أحكام بدون معرفة كاملة.

يمكنك أيضًا أن تشجع نفسك في كل يوم بالأقوال الإيجابية، ولا تتوقف عن إخبار نفسك بأنك إنسان جيد وأنك قادر على فعل ما تريد.

إسمح للرضا والقبول والاطمئنان بالتسرب إلى داخلك فكل ذلك يمكن أن يهبك الشفاء.

إملأ حياتك بكل ما هو إيجابي، وابتعد عن كل ما يثير الحزن، وكل ما يتسبب في إحباطك، واترك لنفسك اقتباسات مشجعة وإيجابية في كل مكان.

الحركة تساعدك على الشفاء

حرر الجسد بالحركة ومارس نوع من الرياضة البدنية مثل المشي أو اليوجا أو ركوب الدراجات.

مارس الرقص إذا كان ذلك مناسبًا وحاول أن تنغمس بكليتك في الحركة والتنفس ولا تفكر إلا في كل ما هو جميل ومبهج.

كلما تحركت كلما سمحت للعقل بإنتاج مركبات يمكنها أن تمنحك الراحة النفسية وتحقق لك السعادة مثل الإندورفين والدوبامين.

فرغ رأسك تمامًا من كل ما يثير لديك مشاعر الحزن والتوتر والقلق وتنفس بعمق.

كن أنت الحقيقي في عالم يغمره الخداع

تواصل مع ذاتك وعبر عنها بالصورة الصحيحة، وانسى عالم البشر الذي يغلب عليه النفاق والكذب.

تعرف بشكل أكبر على ذاتك الحقيقية واسمح لها بالتعبير عن نفسها، وكن كما أنت، وكما تحب أن تكون.

إن التفاق والمجاملات ومحاولات إرضاء الغير عبيء ثقيل يثير القلق والتوتر ويحملك الكثير من الضغوط العصبية.

إنه يستنزف طاقتك في لا شئ، وبلا أي عائد مجزي، فكن كما تكون وليقبلك الأخرون أو لا يقبلونك.

تعلق بالله وادعوه وانتظر منه العون دائمًا

لا تمل من الرجاء فيما عند الله من خير، وحتى لو تأخر عليك، فالابتعاد عن الله لا يجلب لك إلا جفاف العيش.

إن الأمل في الله وفيما عنده يجعل النفس والجسد في حالة أفضل، إنه نوع من التواصل لا يذوق لذته إلا العارفين.

إنه نور ينبعث بداخلك في أشد اللحظات يأسًا وألمًا وظلامًا، فلا تحرم نفسك من هذه الصلة مع خالق الموجودات الذي يمكنه تبديل الحال لأحسنه دائمًا.

التواصل مع الله يجلب لك الأمل والسلام والمحبة ويجعلك قريبًا من الشفاء الجسدي والنفسي والوجداني.

دائرة الثقة

لا تسمح لأحد بالاقتراب منك قبل أن يكون أهلًا لثقتك، فإن أكثر ما يشتت طاقتك ويؤثر عليك سلبًا هو الأشخاص الحقودين والسيئين.

فلماذا نمنح لهؤلاء الفرصة بالدخول إلى حياتنا والتأثير عليها؟ إبقى بعيدًا عن هؤلاء ما استطعت وقرب الأحباء الذين يتمنون لك الخير فقط.

وحتى ولو لم يكن هؤلاء مثاليين يكفي أن تساندوا بعضكم البعض عند الحاجة ويكفي أن تخففوا عن بعضكم البعض أعباء الحياة.

 #الشفاء

#شفاء_العقل_والجسد

 

 

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق