الخميس، 4 يوليو 2024

لماذا يستمر في مطاردتك على الرغم من رفضك له؟ stalking behaviour

 


إن التعلّق من أكثر الأفعال سوءًا على الإطلاق، وخاصة إذا كان من تتعلق به يرفضك بينما تستمر أنت في مطاردته وملاحقته.

أو كان ما تتعلق به يضر بك، كما هو الحال في الإدمان على المخدرات أو المسكرات، أو ألعاب القمار، ففي كل الأحوال يصبح التعلّق سلوكًا غير صحيًا ولا لائقًا.

وهو يجعل حياة المتعلّق به جحيمًا، ويفقده أعصابه، فهو لا يفهم ما العمل للتخلص ممن يطارده وينغص عليه عيشه ويعتدي على خصوصياته!

أسباب تبني البعص سلوك المطارد

لا أعتقد أن هناك أنثى إلا وتعرضت في وقت من أوقات حياتها للمطاردة ومن أشخاص لا تريدهم في حياتها.

كأن يكون معجب لا ترغب في التعامل معه، أو حبيب سابق أو زوج سابق، أو شخص يسعى للإساءة إليها والانتقام منها لأي سبب آخر.

وعادة ما تستمر الجريمة دون أي أمل للضحية في التخلص من هذا العبيء فما لم يحدث شئ واضح وظاهر يجرمه القانون فلن يتم معاقبة الجاني.

ستتحول حياتك إلى جحيم لا يطاق بينما لا يهتم بكِ أحد أو يسعى لنجدتك
بل أن البعض يلاحقه أشخاص من ذوي النفوذ حيث لا يمكن محاسبتهم على جريمتهم بأي صورة من الصور.

وفي إحدى الدراسات التي سعت لفهم سلوك المطارد وجد الباحثون أن هؤلاء يتسمون ببعض السمات اهمها:

-         الشعور بالظلم.

-         الشعور بالتدني.

-         أفكار مشوهة.

-         إنعدام الوعي بما يجره سلوكهم على ضحاياهم.

-         قلق واجترار للذكريات التي تدعم شعورهم بالظلم.

-         اكتئاب.

-         التركيز على الضحية.

-         هوس بالضحية واعتقاد بأنها تمتلك مفاتيح وجودهم وبقائهم.

محاولات محكومة بالفشل


 

على الجانب الأخر تحاول الضحية إقناع المطار د بشكل عقلاني ولطيف بأن سلوكه غير مقبول وبأن عليه متابعة حياته والابتعاد.

ولكن بحسب ما يقول الخبراء فإن ذلك اللطف لا يفهمه المطارد إلا كنوع من التواصل الذي يمكن أن يتطور للمزيد.

فإذا أجبت على محاولته المائة وطلبتِ منه الانصراف عنك، سيضع في اعتباره أن عليه أن يحاول مائة مرة آخرى لتردي عليه!

هكذا يفكر المطارد!!

ولذلك عليكِ أن تكوني حاسمة دائمًا دون إظهار أي درجة من التعاطف أو التقبّل من جهتك.

ويفضل أيضًا الاستعانة بجهات إنفاذ القانون والأصدقاء والأسرة وكل من يمكنه مساعدتك لإنهاء هذه المشكلة.

بالطبع إذا كنتِ من المنطقة العربية فلن تجدي هذا الدعم وقد يعتبر البعض أن سلوكك هو نوع من التعالي على شخص يذوب في هواكِ.

أو قد يسخر منك ويقول لكِ أن ما تقولينه غير مقبول فأنتِ لست محور الكون حتى يتفرغ أحدهم لملاحقتك.

وفي هذه الحالة عليكِ أن تساعدي نفسك وتكوني أكثر حزمًا وأن تحمي نفسك وتكوني يقظة وحتى تعبر هذه الغمّة من حياتك. 

اقرأ أيضًا: تأثير الأقران 

هل يحتاج المطارد للتشجيع ليقوم بهذا العمل؟

إن من ضمن بلايا الدهر وجناية المجتمع عليكِ أنهم سيقولون لكِ أنك بالتأكيد قمتِ بتشجيعه.

سواء بنظرة أو سلام، أو بملابسك، أو بأي شئ لا يخطر على بالك، ولكن هل يحتاج المطارد إلى تشجيع حقًا؟

تشير الدراسات إلى أن المطارد لا يحتاج إلى أي تشجيع، وأن جهود الضحية للتخلص منه قد تذهب سدى ما لم يواجه بقوة تمنعه من الاستمرار في فعله الإجرامي الحقير.

إن الكثيرات من ضحايا المطاردة لا يجدن من الأهل والأصدقاء سوى إلقاء اللوم عليهن بأسئلة مزعجة لا تزيد الأمر إلا سوءًا.

لماذا قمتِ بالرد عليه؟ لماذا أعطيتيه فكرة خاطئة؟ ولكن كل ذلك لا يبرر أبدًا سلوك المطاردة.

والمطارد يمكن أن تؤجج لديه نظرة عابرة أو أقل من ذلك سلوك المطاردة لديه، فهم أشخاص مهووسون لا يتصرفون بعقلانية.

والمطارد لا يكتفي عادة بقول "لا" كبيرة واضحة حاسمة، فهو يتوسل ويتخفى ويستعين بأخرين ليلحون عليكِ ويلح هو عليكِ.

إن أغلب هؤلاء يطاردون ضحيتهم محدثين لديها حالة من القلق والرعب، أو حتى يتطفلون بشكل مزعج على حياتها وهذا يشعرهم بقيمتهم ووجودهم.

إن الكثير من الضحايا قد يغيرون عنوان سكنهم حتى بعد أن يأسوا من إيجاد الدعم ولكن المطارد لا يكل ولا يمل وقد يكتشف عنوانهم الجديد.

بل أن التخفي عنه قد يتسبب في إحباطه ويدفعه لممارسة العنف ضد الضحية ويصبح الأمر أكثر سوءًا وتهديدًا.

اقرأ أيضًا: علامات الشخصية المتلاعبة

المساندة والدعم بدلًا من وصم الضحية

إن توعية الأهل والأصدقاء بسلوك المطارد وكيف أنه لا يحتاج لأي تشجيع من الضحية ليمارس هوسه وجنونه يمكن أن يساعد الضحية.

فعندما يفهم هؤلاء أن عليهم مسؤولية تجاه الضحية وليس عليهم لومها ربما يجد المطارد القوة اللازمة لإيقافه وإبعاده.

البكاء على الحب المفقود

إن الكثير من المطاردين يثيرون نوبة من التعاطف حتى من أهل وأصدقاء الضحية على أعتبار أنهم غارقون في الحب.

وبدلًا من أن يساعدك هؤلاء على التخلص من هذا الشخص المهووس يلومونك على أفعالك الرافضة ويعتبرون انك أنتِ من تدمرين حياته!.

على الرغم من أن هذا المطارد لا تربطك به سوى علاقة سطحية للغاية كزمالة عمل أو دراسة.

أو أنك تعرفتِ إليه في مناسبة عائلية ولم تتحدثي إليه سوى دقائق معدودة.

وأنه هو - على عكس ما يقولون - من يعتدي على حياتك ويعيق استمراريتها بصورة طبيعية.

وأنه هو من يعاني من هوس غير مبرر بكِ واصبحت شغله الشاغل في الحياة دون أن يكون لكِ يد في ذلك.

الإنتقام من الرفض

إن الكثير من المطاردين يعتمل بداخلهم مشاعر الرغبة في الانتقام فهم يعانون بالأساس من ضعف الثقة بالنفس.

ولديهم شعور بالإهمال وعدم الاستحقاق، والرفض يؤجج لديهم هذه المشاعر لأقصى درجة.

فهم في البداية يحاولون استمالتك للحصول عليكِ بأي ثمن، ثم يتطور الأمر لكراهية عمياء ورغبة عارمة في الانتقام منك.

لذلك عليكِ أن تفهمي دوافع المطارد لأن الأمر جد خطير وقد يترتب عنه الكثير من المخاطر ما لم يتوقف.

وعليكِ مبدئيًا إظهار حالة من الرفض الواضح الصريح وإشراك جهات إنفاذ القانون وعمل ضجة كبيرة في محيطك ليشاركك الجميع في إبعاد المطارد للأبد.

#مطاردة

#ترصد

#تعقب

 

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق