إن مشاعرنا لم تخلق ليتم إهمالها والتغاضي عنها، ونكرانها، فهي مفيدة ويجب أن يتم التعبير عنها.
وهي تؤلم لأنها تريد أن تلفت إنتباهك إلى ضرورة اتخاذ إجراء لعلاجها، كما هو الحال في ألم الجسد.
إنها حتى قد تتحول إلى أعراض جسدية إذا ما أصررت على إهمالها والتغاضي
عنها.
عليك أن تنظر إلى تلك المشاعر على أعتبار أنها تساعدك في النضوج والفهم، وليس باعتبارها تهديدًا لسلامك النفسي.
لماذا تلح علينا المشاعر المؤلمة؟
إن المشاعر المؤلمة هي أداة تنبيه، مثلها مثل جرس الحرائق أو موسيقى المصعد، وهي مثلا مثل المشاعر الأخرى تحتاج منك للتعامل معها.
فعندما تشعر بالجوع عليك أن تأكل، وعندما تشعر بالعطش عليك أن تشرب، وعندما تشعر بالاختناق عليك أن تجد منفذا للهواء النقي.
وكذلك الحال عند الشعور بمشاعر نفسية مؤلمة عليك أن تتفهم أسبابها وتتعامل معها لعلاجها وليس لتجاهلها.
لماذا تستثار المشاعر المؤلمة؟
إن المشاعر المؤلمة يمكن أن تستثار لسبب قد لا يبدو قويًا تمامًا فتعتقد أنها غير هامة.
ولكنها وكما هو الحال في كاشف الدخان، ستنطلق صيحاته المنذرة سواء كان التهديد حقيقيًا أو لا يستدعي كل ذلك.
إن ذلك مثل الوالدين الشديدي الاهتمام بالأطفال، حيث تستثار مشاعرهم نحو أطفالهم لأتفه الأسباب.
فهم يعتبرون أن الاهتمام وإن بدا مبالغًا فيه أفضل من اللامبالاة، وأن السلامة افضل من الأسف حيث لا ينفع الأسف.
إن الأمر يعد من وسائل الحفاظ على البقاء، فالانتباه لما هو غير سار يجعلك تحمي نفسك وتدافع عنها، بعكس المشاعر السارة التي قد تعبر دون التركيز عليها.
إفهم جسدك وطريقة عمله وتواصل مع ذاتك
إن التعامل مع المشاعر المؤلمة على أنها تهديد وتجاوزها أو كتمانها أمر غير سليم.
والأولى أن تتعامل معها كجهاز إنذار فالمشكلة ليست في جهاز الإنذار ولكن فيما يلفت إنتباهك له من مشكلة تستدعي إهتمامك.
والتجاوز عن هذه المشكلات أو تجاهلا سيتركها لتتضم وتكبر دون أن يكون لها علاج أو خل نهائي.
إنها لن تختفي من تلقاء ذاتها ومهما تجاهلتها.
اقرأ أيضًا: كيف تطلق مشاعر القلق والإحباط بطريقة أمنة؟
الذكاء العاطفي والوعي الذاتي
إن التمتع بالذكاء العاطفي وامتلاك القدرة على فهم الذات، والتعامل مع المشاعر بوعي لهي أمور لازمة لعيش حياة مستقرة وأمنة.
فإدارة العواطف والاستفادة منها في النضوج والنمو ضرورة قصوى، حتى لا تجد نفسك مندفعًا في فعل أو قول شئ ما يدمر لك حياتك أو يتسبب لك في خسائر فادحة.
إن كل ذلك سيزيد لديك من مشاعر الندم حيث لن ينفع الندم ولن يعوض ما فات.
إن الذكاء العاطفي وإدارة العواطف يساعدانك على بناء علاقات إيجابية في حياتك ويساعدك على الارتقاء على المستويين المهني والشخصي.
ويمكنك تنمية ذلك بداخلك عبر ممارسة التأمل وتمرينات التنفس وحتى تتمكن من إدارة عواطفك بحكمة.
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق