الثلاثاء، 20 أغسطس 2024

كيف تساهم الفلسفة في تعزيز قدرتك على التفكير والتحليل؟ philosophy

 


تعزز الفلسفة من قدرتنا على التحليل المنطقي للأمور، ولما يعرض لنا من مشكلات حياتية.

وهي تساعدك على تنظيم ذهنك وترتيب أفكارك وتنبهك للتعامل مع القضايا العميقة ورؤية الصورة الكاملة.

ولطالما كان الفلاسفة هم حملة لواء التغيير على مرّ التاريخ، وتمكن هؤلاء من تشكيل العالم من حولنا وساعدونا على فهم أنفسنا.

وتعني كلمة فلسفة باللغة اليونانية "حب الحكمة"، وهي وسيلة لدراسة الوجود والواقع وطريقنا نحو المعرفة.

إن الأفكار الفلسفية تدور حول الأخلاق والطبيعة والجمال والمنطق والمعارف النظرية والتطبيقية.

وللك فهي خالدة أبد الدهر وتبقى حية لآلاف السنين لا يخبو ضوئها ولا يُنسى عظمائها من ذاكرتنا.

هل تساهم الفلسفة في تحسين قدرتنا على التفكير والتحليل المنطقي؟


 

إن الاختبارات والدراسات تشير إلى قدرة الفلسفة على تعزيز التفكير النقدي عند الأطفال وطلاب الجامعات.

وهناك العديد من الأسباب التي تجعل من دراسة الفلسفة وسيلة رائعة لاكتساب المهارات وتعزيز القدرات الذهنية.

أهمها:

الفلسفة تعلمك الكثير من المهارات

تساعدك الفلسفة على تطوير معتقداتك الخاصة والتشكيك في كل ما يعرض أمامك من معلومات وأقوال.

ليس بغرض تسفيهها على أي حال، ولكن لتناولها بالتحليل وعرضها على المنطق ومقارنتها بما هو معروف وموثق للتأكد من صحتها.

إن ذلك ضروري للغاية في عالم اختلط فيه الحابل بالنابل، ولم يعد لأحد القدرة على التمييز بين الخطأ والصواب أو الصدق والكذب أو الخيال والواقع.

وفوق ذلك تساعدك الفلسفة على الجدال بالحجج والبراهين وعلى تقبل الأراء الأخرى ومناقشتها واحترامها حتى ولو لم تكن متفقًا معها.

 فعندما يكون الهدف هو الوصول للحقيقة وليس حجبها فلا ضير من الاستماع لوجهات النظر الأخرى ومحاولة فهمها ووضعها في الاعتبار.

وتشير التقارير الحديثة إلى أن من درسوا الفلسفة تمتعوا ببعض المهارات الإضافية مقارنة بمن لم يدرسونها وأهمها:

-        فهم المعلومات التي يقرأونها فهمًا عميقًا

-        اكتساب مهارات الكتابة وعرض الأفكار بوضوح.

-        اكتساب مهارات التعلم النشط والمستمر.

-        تعلم التفكير النقدي.

-        حل المشكلات المعقدة.

-        الإدراك الاجتماعي.

الفلسفة تساعدك على فهم نفسك بصورة أعمق

إن الفلسفة تساعدك على مراجعة أفكارك وموروثاتك ومعتقداتك بصفة دائمة وعرضها على المنطق وما يستجد من معلومات.

إنها تشكل الفكر من خلال ما يستجد من كشوف علمية، ومن ملاحظاتك اليومية وأفعال الغير التي قد لا تتناسب مع أعتقادك بشأنهم.

إن أغلب الناس يعتبرون أن أفكارهم ومعتقداتهم لا يمكن المساس بها أو طرحها للتفكير والفحص والنقد، ولكن عندما تدرس الفلسفة سترى أن كل شئ بلا استثناء قابل للفحص والدرس وإعادة النظر.

فمن يطمئن للجمود الفكري والعقائدي سيجد نفسه في صدام غير مجدي مع الأخرين.

اقرأ أيضًا: صدمات الطفولة

الفلسفة ليست كلام على ورق إنها نمط حياة

إن الفلسفة تساعدك على حل المشكلات المعقدة وترتيب أفكارك واكتساب مهارات الإقناع.

وكلها امور تساهم في إنجاح أي عمل تقوم به، وهي تجعلك تعرض كل شئ على الأخلاق وترفض الممارسات الغير عادلة والغير أخلاقية. 

اقرأ أيضًا: قبعات التفكير الستة

الفلسفة مكملة للعلوم الأخرى

إن العلوم والمعارف مهمة للغاية في حياتنا، ولكنها لن تحقق الفائدة بدون المعايير الأخلاقية التي تطرحها الفلسفة.

وبمعنى أخر، لو كان العلم يساعدنا على العيش لفترة أطول فإن الفلسفة تساعدنا على العيش بشكل أفضل.

أهم الفلاسفة الذين غيروا وجه العالم


 

إن الفلاسفة وضعوا بصمة واضحة في تاريخ البشرية، وكان لهم الفضل في إضاءة طريق الأجيال التالية، وربما دفعوا ثمنًا غاليًا في سبيل ذلك.

وأهم هؤلاء:

أرسطو

تعلم أرسطو على يد أفلاطون وكان عالمًا متعدد الثقافات عاش في الفترة ما بين 384 – 322 قبل الميلاد.

ويعد ارسطو أول عالم معروف في التاريخ وكانت علومه ترتكز على البلاغة والظريات السياسية وعلم الأحياء وعلم الجمال وله ما يناهز 200 ورقة بحثية في هذه المجالات مازال 31 منها متداولًا إلى يومنا هذا.

وهو أصل نظرية القياس المنطقي أو ما يعرف بنظرية الاستنباط.

ومن أقواله:

الجاهل يؤكد، والعاقل يتروى، والعالم يشك.

لاو تزو

يشتهر لاو تزو بنظريته حول الطاوية التي أرسيت قبل 500 عام من الميلاد.

وهي قائمة على حماية التوازن بين صور الحياة وسبل العيش المشترك التي تتوائم مع البيئة وتحمي الوجود.

ويعتقد لاو تزو أن الروح خالدة وتتوحد مع الكون بعد أن تترك الجسد، كما يعتقد أن طاقة "تشي" هي التي تحرك الكون.

وأن العيش في وئام مع محيطك هو وسيلتك لعيش حياة صحية وسليمة.

من أقواله:

  • البساطة، والصبر، والتعاطف كنوز ثلاثة عظيمة.
  • بساطة الأقوال والأفعال تعيدك إلى مصدر الوجود.
  • صبرك مع الأصدقاء والأعداء يتوافق مع سير الأمور.
  • تعاطف مع ذاتك فأنت تمثل كل وجود في الكون.

كارل ماركس

فيلسوف الماني عاش في الفترة ما بين 1818 إلى 1883.

وكان يؤمن بوجود صراع بين الطبقة العاملة والطبقة المخملية، وأن هذا الصراع سيسفر يومًا عن انتصار وتحكم الطبقة العاملة.

من أهم أعماله "البيان الشيوعي" القائم على تحليل الرأسمالية وتأثيراتها على التنمية والإنتاج والفكر السياسي والاقتصادي.

من أقواله:

إن تاريخ أي مجتمع حتى الآن ليس سوى تاريخ صراعات طبقية. حر وعبد، نبيل وعامي، بارون وقن، معلم وصانع، وبكلمة ظالمون ومظلومون، في تعارض دائم، خاضوا حربا متواصلة، تارة معلنة وطوراً مستترة، حرباً كانت تنتهي في كل مرة إما بتحول ثوري للمجتمع كله، أو إما بهلاك كلتا الطبقتين المتصارعتين.

كونفوشيوس

فيلسوف صيني كان يؤمن بضرورة إتاحة التعليم لجميع الناس، ومدرسته أخلاقية تدور حول تربية النشأ وتعويدهم على الأخلاق القويمة.

وهي تعتمد على أربعة محاور هي الإحسان، واللياقة، والأمانة والحكمة.

من أقواله:

إن الشيء الذي يبحث عنه الإنسان الفاضل موجود في ذاته، أما الشيء الذي يبحث عنه الإنسان العادي فهو موجود عند الآخرين.

إيمانويل كانط

عاش كانط في منطقة قريبة من بحر البلطيق في الفترة من 1724 وحتى 1804 وترتكز فلسفته على تقد العقل العملي والعقل الخالص وعلى قوة الحكمة.

ويعتبر كانط أن معيار الصحة من الخطأ يمكن قياسه بأدائك للواجب بغض النظر عن النتائج.

من أقواله:

كل معرفتنا تبدأ بالحواس وتنتقل إلى الفهم وتنتهي بالعقل، ولا يوجد شيء أعلى من المنطق.

أبيقور

فيلسوف يوناني عاش في الفترة ما بين 341 إلى 270 قبل الميلاد. هو مؤسس الأبيقورية التي تتمحور حول أن هدف الإنسان من الحياة هو تحقيق السعادة.

وتنشأ السعادة من وجهة نظره من غياب الاضطرابات النفسية والجسدية، واعتبر أن السعادة هي أعلى خير يمكن أن يصل إليه الإنسان في حياته.

من أقواله:

لا تفسد ما لديك بالرغبة فيما ليس لديك، وتذكر أن ما لديك الأن، كنت تأمل في وجوده سابقًا.

سقراط

مؤسس الفلسفة الغربية وعاش في اليونان في الفترة ما بين 470 إلى 399 قبل الميلاد.

وهو فيلسوف أخلاقي أثر بشكل كبير في تلامذته أفلاطون وزينوفون وغيرهم.

ولقد حكم عليه بالإعدام بتهمة إفساد الشباب وإنكاره لألهة المدينة الرسمية، وكان له أبلغ الأثر في تطوير الفلسفة الغربية.

من أقواله

ليس العاطل من لا يؤدي عملاً فقط،
العاطل من يؤدي عملاً في وسعه أن يؤدي أفضل منه.

فريدريك نيتشه

فيلسوف ألماني عاش في الفترة من 1844 إلى 1900 وكتاباته متنوعة في مجالات العلوم والفنون والتاريخ والثقافة العامة.

وفلسفته أثرت على الكثير من المدارس الفلسفية المعاصرة مثل العدمية والوجودية والسريالية.

يقول نيتشه:

علينا ألا نهتم بأراء الغير لأننا نعرف ما هي مقاييسهم وموازينهم، وإذا كنا نحن موضوع هذه الآراء وجب علينا أن نتلقاها بالإشفاق على أربابها.

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق