السبت، 10 أغسطس 2024

تأملات حول فيلم "المحرضون The Instigators"

 


شاهدت مؤخرًا فيلم The Instigators للنجمين الرائعين مات ديمون وكيسي أفليك، وكلاهما حائزًا على جائزة أوسكار.

ولا أخفيكم الأمر، فإنني دائمًا ما أرى في أفلام مات ديمون رسائل مدهشة، ومعبرة عن الواقع، وعن الأمنيات التي يحلم بها عامة الناس.

والرؤى المستقبلية المشرقة والظلامية، كما هو الحال في أفلامه Elysium و The Adjustment Bureau و  The Good Shepherd وغيرها.

قصة فيلم المحرضون The Instigators


 

الفيلم من إخراج دوج ليمان ومن بطولة مات ديمون وكيسي أفليك وهونج تشو.

وتدور أحداثه حول روري الرجل الذي يعيش أزمة شخصية، ولا يمكنه حتى رؤية إبته قبل أن يتمكن من جمع مبلغ مالي.

وهو يتلقى العلاج النفسي من طبيبة تدعى دونا ريفيرا، ويفكر جديًا في الانتحار لأن الأحوال لن تتحسن بحسب اعتقاده.

الشخصة المحورية الأخرى في الفيلم هي شخصية كوبي المحتال الذي تمت دعوته هو وروري لسرقة أموال سياسي فاسد يعمل كعمدة لأحد المدن الأمريكية.

لقد تم التخطيط لكل شئ بعناية، واختار المنظمون اليوم التالي ليوم الانتخابات التي كانوا على يقين من أن السياسي الفاسد ميتشيلي هو من سيفوز بها.

حيث سيتم جمع تبرعات ضخمة في تلك الليلة فيأخذها المشاركون في الجريمة ويرحلون في اليوم التالي.

ولكن تأتي الرياح بما لا تشتهي السفن، فعلى غير المتوقع يفوز غريمه مارك تشوي وهو من أصول أسيوية بالانتخابات.

يتمتع تشوي بسمعة رائعة في كونه ضد الفساد، ولقد بنى حملته الانتخابية على قدرته على مكافحة الفساد ومعاقبة الطاقم الفاسد الذي يعمل في المدينة.

وعلى غير المتوقع أيضًا يتم جمع الأموال ونقلها قبل وصول اللصوص بليلة،

ولذلك فعند وصولهم لمقر الانتخابات كانت الأموال قد جمعت بالفعل وأرسلت للبنوك.

يضطر روري وكوبي ومن معهم لجمع كل ما تطاله أيديهم ومن ضمن ذلك سوار العمدة ميتشيلي المهزوم الذي كان يرفض بشدة إعطائه لهم ويقول أنه هدية من جده!.

يتطور الأمر ويُقتل شريكهما في السرقة، كما يُقتل شرطي، فيصبح كلاهما مطلوبان من ميتشيلي ورفاقه، ومن الشرطة ومن جهات عديدة.

ولأن كوبي أصيب بطلق ناري يلجأ روري للطبيبة المعالجة له ريفيرا، التي تعالج كوبي وتنصح روري بتسليم نفسه.

ثم تجد نفسها تنطلق معهما باعتبارها رهينة في رحلة هروب كبيرة وحتى يتم القبض على روري وكوبي ويأخذ منهما الشرطي السوار الهام.

الذي كان يحمل في حقيقة الأمر أرقام تسلسلية لفتح خزينة العمدة التي تحوي مليارات الدولارات حصيلة الفساد.

وهي تحوي أيضًا بيانات لحسابات بنكية تم فتحها على طريقة الأوفشور في بلدان عديدة.

يتمكن روري وكوبي من الهرب من الشرطي ويتسببان في حريق في مبنى البلدية، ثم يتخفيان في زي إطفائيين ويركبان سيارة إطفاء.

ويدخلان إلى مكتب العمدة ويفتحان الخزينة ليجدا هذا الكنز الضخم، وتدخل إليهما ريفيرا باعتبارها مفاوضة.

فيتفقوا جميعا على سرقة ما يحتاجون إليه من مال ويلقون بالخزينة من شباك مكتب العمدة.

فتتطاير الدولارات في السماء ويتكالب عليها الناس من كل حدب وصوب، ولكنهم يُبقون على الملفات التي تثبت فساد العمدة السابق ويسلمونها للتحقيق. 

العرض التقديمي للفيلم 

لا أمل

يجد العمدة الجديد نفسه أمام ثروة هائلة لا يتتبعها أحد تقدر بمائة مليون دولار في بنوك خارج البلاد.

وهو مخير بين إطلاق سراح روري وكوبي والحصول مع فريقه على تلك الثروة.

أو تسليم الثروة للبلدية وعقاب روري وكوبي على محاولة السرقة وما تبعها من جرائم.

ولكن للأسف يختار تشوي الخيار الأول مخيبًا جميع الأمال ويتم إطلاق سراح روري وكوبي على أن يخرجا من البلاد ولا يعودا ثانية أبدًا.

إن كل ذلك وعلى عكس المتوقع يقرب بين روري وكوبي وريفيرا، ويجعل روري يرغب في فتح صفحة جديدة في حياته بعيدًا عن كل ذلك، أما كوبي وريفيرا فلا يمكنهما إخفاء التناغم الذي نشأ بينهما.

فلا أمل في التخلص من الفساد عندما يستفحل في موطن ما، حيث لا تجد طريقة إلا الفرار منه وبدء حياة جديدة بعيدًا.

اقرأ أيضًا: فيلم أطلس

ومضات داخل الفيلم

لا يمكنك عدم ملاحظة التشابه الكبير بين العمدة السابق ميتشيلي وشخصية ترامب فكلاهما يتعاملان بنفس الاستعلاء.

وكلاهما في نفس المرحلة العمرية تقريبًا.

وكذلك لا يمكنك إغفال أن العمدة الجديد تشوي هو من المهاجرين كما هو الحال مع هاريس التي تعود أصولها إلى الهند.

وخلال عرض الفيلم ظهرت لافتة تحمل عبارة "المهاجرين يجعلون أمريكا عظيمة مرة أخرى" ترى هل يحدث ذلك بالفعل؟

سنرى!!!!

اقرأ أيضًا: أهم افلام أنجيلينا جولي

 

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق