الثلاثاء، 4 يونيو 2024

اصطفاف الكواكب الستة معناه وتآثيراته المحتملة

 



منذ نشأة الإنسان، وهو يتطلع إلى السماء فيرى فيها كل ما هو رائع ومهيب ومن ذلك اصطفاف الكواكب الستة الذي بدأ لتوه.

إن هذه الأحداث الفلكية المدهشة لطالما غذت الأساطير وجعلت البشر يتصورون أن هناك عالم آخر لا تصل إليه أيديهم ينتظر هناك.

هذا العالم مليء بالملائكة والشياطين وكائنات آخرى لديها قدرات تفوق ما لديهم

إنه عالم سحري مليء بالأعأجيب، يتابعونه في الليل ويكتشفون تلك الحركة السرمدية ويحالون فهم ما ورائها.

ولكن ماذا عن اصطفاف الكواكب الستة وما الذي يعنيه ذلك؟

ماذا يعني اصطفاف الكواكب الستة ؟

إن ظاهرة اصطفاف الكواكب لا تعني بالضرورة أنهم وقعوا على خط واحد مثالي في حقيقة الأمر.

ولكن يعني ذلك أنهم وقعوا على محازاة خط واحد من منظورنا نحن على الأرض، وهي ظاهرة تعرف باسم الارتباط أو الاقتران.

وهذا ما حدث للكواكب الستة: عطارد، الزهرة، وزحل، وأورانوس، المريخ، نبتون.

وحتى لو كنا من موقعنا على الأرض نرى اصطفاف الكواكب إلا أن ما بين كل واحدٍ منهما والآخر يوجد ملايين الأميال في الفضاء الشاسع.

الأمر أشبه برؤية علامتين من على بعد يبدوان وكأنهما قريبين من بعضهما البعض بينما هما في حقيقة الأمر متباعدتين جدًا.

ولو اقتربت من أحدهما فلن يكون من السهل عليك الوصول إلى الآخر. 

اقرأ أيضًا: معلومات حول اضطراب إدمان الطعام

لماذا يحدث اصطفاف الكواكب ؟

 

 إن كل الأجرام السماوية تدور حول نفسها وحول النجم الذي تتألف منه مجموعاتها، والمجرات تدور حول نفسها.

إنها حركة سرمدية لا تتوقف تنظمها الجاذبية، ولو توقفت الأجرام السماوية لعم الكون الفوضى ولانتهى الوجود.

وكذلك تفعل كواكب المجموعة الشمسية في حركتها حول الشمس، حيث يتحركون بسرعات مختلفة حول الشمس.

تعتمد سرعة الدوران هذه على كتلة كل كوكب منهم وعلى المسافة التي يبتعد بها عن الشمس.

ومن الطبيعي أن يأتي يوم وتبدو مسارات هذه الكواكب متقاطعة بحيث يمكن رسم خط واحد بينهم فيما يعرف بالاصطفاف أو المحاذاة أو الاقتران.

وبينما يحتاج كوكب المشترى ل12 سنة أرضية للدوران حول الشمس، لا يحتاج المريخ سوى عامين أرضيين للدوران حول الشمس.

ولذلك يمكن أن يتكرر اصطفاف الكوكبين من حين إلى أخر في سماء كوكب الأرض.

وتكمن أهمية اصطفاف الكواكب الستة الحالي في أنه من المعتاد أن لا يصطف أكثر من كوكبين، ولكن عندما يصطف ستة كواكب دفعة واحدة يبدو الأمر مثيرًا للانتباه ومشوقًا.

بل أنه يطلق العنان لخيال البعض لتصور الكثير من الأحداث وخاصة المرعبة التي يمكنها أن تتعلق بحدوث ذلك الاصطفاف.

اقرأ أيضًا: الغنوصية

كيف يستفيد علماء الفلك من حالات اصطفاف الكواكب ؟

إن علماء الفلك ينتظرون الأحداث المماثلة لتعديل حساباتهم فيما يخص جاذبية الكواكب وسلوكها.

ويمكنهم أن يرسلون مهمات استكشافية أعتمادًا على مثل هذه الأحداث الفلكية.

من هذه المهام مهمة فوييجر – 2 التي أرسلتها وكالة الفضاء الأمريكية ناسا أواخر السبعينيات من القرن الماضي أثناء محاذاة أربعة من الكواكب.

لقد كانت محاذاة لا تتم إلا كل 175 سنة، ما جعلهم يرصدون الحدود الخارجية للمجموعة الشمسية بأدنى مقدار من الوقود.

الاصطفاف المتوقع القادم

يتوقع أن يحدث اقتران لعدة كواكب في أربعينيات القرن الحالي، حيث سيضم الحدث عطارد والزهرة والمريخ والمشترى وزحل.

وستظهر جميعًا في السماء إلى جوار هلال وليد.

الأهمية التاريخية لاصطفاف الكواكب

اهتمت الكثير من الحضارات البائدة بظاهرة اصطفاف الكواكب، حيث ربطتها بنبؤات وبشائر.

بينما ربطها آخرون بأحداث جسام تحدث على الأرض، وعلى سبيل المثال كانت شعوب المايا تربط بين الاصطفاف والأحداث الأرضية وكذلك حالات كسوف الشمس.

وبالمثل كان البابليون يوثقون اصطفاف الكواكب في سجلاتهم، كما في أحد تلك السجلات التي تمت كتابتها عام 185 قبل الميلاد حيث اصطفت كواكب عطارد والزهرة والمريخ والمشترى وزحل.

وفي عصر النهضة في أوروبا، قام بعض العلماء ومنهم كبلر بتسجيل حالات اصطفاف الكواكب أو اقتران الكواكب وتتبعوا مسارات الكواكب بدقة.

التأثيرات الروحانية لظاهرة اصطفاف الكواكب

يعتقد الروحانيون أن لكل كوكب شخصية خاصة وأن لكل اقتران تأثيرات على كوكب الأرض وعلى البشر بوجه عام.

فلكل كوكب طاقة وتأثير على دائرة الأبراج، وعلى سبيل المثال يعتبر هؤلاء أن كوكب المريخ يتحكم في برج الحمل وبرج العقرب.

بينما يتحكم كوكب الزهرة في برج الثور وبرج الميزان، واعتبر الروحانيون أن اقتران كوكب المشترى مع كوكب زحل في عام 2020 كان له دلالة على حدوث تغيرات ضخمة على كوكب الأرض.

وهم يعتبرون أن هذا اصطفاف الكواكب الستة يعبر عن نهاية حقبة أرضية وبداية حقبة جديدة، وكأن الزمن يبدأ من جديد من الصفر.

إنها نهاية دورة زمنية بكل ما فيها، وبداية حقبة جديدة من تاريخ البشر.

وهم يعتبرون أن اصطفاف الكواكب الستة الحالي هو زيادة في الوعي البشري.

وأن ثمة صراع سيقع بين المؤسسات الحالية التي تتحكم في الكوكب والتغيير الحتمي المنتظر.

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق